الأحد, 8 يونيو 2025 08:08 PM

إدارة الوقت: طريقك نحو حياة أكثر فاعلية ونجاحاً

إدارة الوقت: طريقك نحو حياة أكثر فاعلية ونجاحاً

عندما كنت أتدرب في إحدى الدورات التدريبية، لاحظت أن المدربة تستخدم كلمة (لماذا فعلت هذا؟) أو (ما هو منطقك فيما قلت أو فعلت؟) كثيراً. في البداية، كنت أشعر بالاختناق من كثرة التدقيق ومحاولاتنا المستمرة لإعطاء أسباب لكل شيء نفعله أو نقوله خلال التدريب. ولكن التذمر ليس من طبعي، فأنا أحب أيضاً أن أعرف المنطق من وراء ما يحدث.

في أحد أيام الدورة سألت المدربة: لماذا كل هذا التدقيق عن سبب كل شيء نقوله أو نفعله؟ فأجابتني: نحن نركز معكم لتتعلموا فن إدارة الوقت. فعندما تكونون على دراية بأهمية ما تفعلونه سوف تعطونه وقتاً كافياً. وأيضاً عندما تتضح لكم الأشياء الأقل أهمية أو التي لا أهمية لها، سوف تحذفونها وتستثمرون وقتها في الأكثر أهمية. وهكذا.

أعجبني المنطق كثيراً، وكما هو حال كل شيء يعجبني، أحببت أن أعكس ما تعلمت على حياة البشر. هل وقفت يوماً وسألت نفسك عن منطقك في فعل معين أو قول معين؟ هل فندت ما تفعله في يومك لتراه هاماً أم يمكن حذفه لتستثمر وقته في ما هو أهم؟

لقد أشار لنا رسولنا الكريم ولفت أنظارنا أننا سنحاسب على الوقت وإدارتنا له، ففي الحديث الشريف: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” لن تَزُول٠ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ” .

نعم…ستسأل عن وقتك وكيف قمت بإدارته. ستسأل عن منطقك في إدارته أو إهداره. ستسأل لماذا فعلت هذا ولم تفعل ذاك. يجب أن تتعلم كيف تدير وقتك وتقوده. افعل الأشياء التي لها أهمية بالنسبة لك والتي إن سئلت لماذا فعلتها، يكون ردك ذا منطق لك وللآخرين، وليس لا أدري فعلت والسلام!!!!

الموضوع يحتاج تدريب… ولكنه يستحق بعد أن ترى كم الأشياء التي ستتنازل عنها ولن تهدر فيها وقتك. ستجد وقتاً كافياً للأشياء المهمة التي تستحق وقتك. ستعيش حياة أكثر فاعلية وسيصبح ذلك أسلوب حياتك الناجح بإذن الله.

ضع نصب عينيك……وقتك هو عمرك فأنفقه بذكاء.

(اخبار سوريا الوطن١-منقول بتصرف من قبل د.سلامي سلامي)

مشاركة المقال: