الخميس, 21 أغسطس 2025 11:25 PM

إدلب تتأقلم مع أزمة الكهرباء: عودة إلى المولدات والطاقة الشمسية مع تزايد ساعات التقنين

إدلب تتأقلم مع أزمة الكهرباء: عودة إلى المولدات والطاقة الشمسية مع تزايد ساعات التقنين

يشهد سكان محافظة إدلب تزايدًا ملحوظًا في ساعات تقنين الكهرباء منذ عدة أشهر، حيث وصلت في الآونة الأخيرة إلى عدة ساعات يوميًا، مما دفعهم للبحث عن بدائل لتعويض هذا النقص الحاد.

وتفرض شركة الكهرباء "green energy"، المزودة الرئيسية للطاقة من تركيا منذ سنوات، انقطاعات يومية للكهرباء في مناطق إدلب وأريافها. وقد أدى هذا الوضع إلى انتعاش ملحوظ في تجارة ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها، بالإضافة إلى مولدات الكهرباء التقليدية التي تعتمد على الوقود.

تعزو شركة "green energy" زيادة التقنين إلى الحمولة الزائدة على الاستطاعة الكهربائية المستجرة من الجانب التركي، حيث يزداد الاستهلاك بشكل كبير بينما تظل كمية الطاقة ثابتة. وأفادت الشركة بأنها طلبت مؤخرًا استجرار 100 ميجاواط ساعي إضافية، إلا أن الجانب التركي لم يلبي هذا الطلب حتى الآن.

يقول محمود أبو سالم، وهو من مهجري ريف إدلب الشرقي والمقيم حاليًا في المدينة، إن انقطاع الكهرباء كان أمرًا استثنائيًا حتى منتصف العام الماضي. كانت الشركة تعلن عن الانقطاعات مسبقًا، والتي كانت غالبًا بسبب الأعطال والصيانة، مع تقديم اعتذار عن أي تجاوز للمدة أو انقطاع مفاجئ.

ويضيف أبو سالم، وهو في الخمسينيات من عمره، أن الأمور بدأت تأخذ منحى التقنين منذ حوالي عام، ولكن الأوضاع كانت مقبولة نسبيًا مع انقطاعات نادرة وقصيرة المدة. ومع حلول الصيف الحالي، ازداد التقنين بشكل مزعج، مما اضطره لشراء مستلزمات الطاقة الشمسية لتشغيل محله لبيع الألبان والأجبان، وهو ما شكل عبئًا ماديًا إضافيًا.

من جانبه، يوضح الحداد حسام أبو أحمد أن المنظومة الشمسية لا تناسب طبيعة عمله، لذا فقد اضطر لشراء مولدة تعمل بالديزل. ويشير إلى أن زيادة الانقطاعات أدت إلى زيادة الطلب على المولدات، مما رفع أسعارها بعد فترة من الانخفاض خلال السنوات الماضية.

ويؤكد أبو أحمد أن الاعتماد على المولدة يزيد من التكاليف التشغيلية في ورشته، مما يدفعه لرفع الأسعار قليلًا، وهو ما يؤثر سلبًا على عمله.

يتزايد الطلب على الطاقة مع عودة المزيد من السوريين من الخارج، وتوسع القرى والمدن عبر بناء كتل سكنية جديدة، بالإضافة إلى استصلاح المناطق المدمرة وإيصال الكهرباء إلى الأرياف التي لم تكن موصولة بها سابقًا.

يعتبر فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة مشكلة موسمية تواجه شركات الكهرباء، حيث يزداد الحمل بسبب زيادة استهلاك المياه الباردة والمجمدة وتشغيل المراوح والتكييف. كما أن ارتفاع الحرارة يزيد من مقاومة الأسلاك الكهربائية، مما يشكل حملاً إضافيًا على محطات النقل والتوليد.

يبقى وضع الطاقة الكهربائية في محافظة إدلب وريفي حلب الشرقي والشمالي أفضل بكثير من باقي المناطق، في حين تعد الحكومة بالعمل على تلافي الوضع الحالي الذي يعتبر استثنائيًا، حيث يشهد وضع الطاقة في عموم البلاد تحسنًا تدريجيًا.

مشاركة المقال: