الأحد, 14 سبتمبر 2025 11:51 PM

إسرائيل تعزز قواتها على الحدود الأردنية تحسباً لتسلل محتمل

إسرائيل تعزز قواتها على الحدود الأردنية تحسباً لتسلل محتمل

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش الإسرائيلي قام بتعبئة نحو 12 ألف جندي احتياطي بشكل طوعي، مع تكثيف التحصينات الدفاعية على الحدود مع الأردن، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو التسلل الجماعي الذي حدث في 7 أكتوبر 2023.

وأفاد التقرير بأن الجيش الإسرائيلي، وفي ضوء الدروس المستفادة من أحداث أكتوبر، يسعى لتسريع إنشاء فرقة "جلعاد" (الفرقة 96) المكلفة بتأمين الحدود الشرقية مع الأردن، بهدف ضمان استجابة فورية لأي محاولة تسلل.

تعتبر الحدود مع الأردن الأطول بالنسبة لإسرائيل، حيث تمتد لأكثر من 500 كيلومتر، بدءًا من خليج إيلات جنوبًا، مرورًا بالضفة الغربية، وصولًا إلى منطقة "حمات غدير" في هضبة الجولان. وتتميز هذه الحدود بتنوع تضاريسها، حيث تتراوح بين مناطق مفتوحة بالكامل وأخرى محاطة بأسوار غير مكتملة أو بها ثغرات. وتجري حاليًا أعمال لتعزيز الأسوار والمواقع العسكرية، إلا أن إكمال السياج بشكل كامل قد يستغرق عدة سنوات.

وعلى الرغم من إنشاء بنى تحتية استخباراتية لجمع المعلومات على طول الحدود، إلا أن إغلاق جميع الثغرات يظل تحديًا كبيرًا، حيث يطور المهربون باستمرار أساليبهم للاختراق. ونقل التقرير عن مسؤول عسكري قوله: "الجهات المعادية تغير تكتيكاتها باستمرار، ونحن نراقب ذلك عن كثب".

تمثل الظروف الجغرافية والمناخية تحديًا إضافيًا، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والمساحات الشاسعة إلى صعوبة الحفاظ على اليقظة على مدار الساعة، مما يزيد من صعوبة مهمة الجنود على الحدود الشرقية. وأكد التقرير أن المخاوف لا تنبع من الجيش الأردني، الذي أعاد الخدمة العسكرية الإلزامية بعد 34 عامًا، بل من محاولات تسلل محتملة من ميليشيات وعناصر مسلحة عراقية وفلسطينية وعلى صلة بالحوثيين.

وأشار التقرير إلى أن التعاون الأمني بين الأردن وإسرائيل يقوم على مصالح مشتركة، حيث تعمل الدولتان على منع اختراق الحدود من قبل العناصر المعادية. ومع ذلك، يركز الجيش الإسرائيلي على تعزيز قواته على الحدود لتقليل حجم أي حادث تسلل محتمل، ويعتمد جزئيًا على التنسيق مع الجانب الأردني لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.

تم افتتاح فرقة "جلعاد" رسميًا مؤخرًا، على الرغم من جاهزيتها العملياتية منذ حرب الأيام الـ 12 مع إيران. وتشمل الخطة بناء عدة خطوط دفاعية، بما في ذلك مواقع "خط المياه" القديمة، والسياج العازل غير المكتمل، بالإضافة إلى إنشاء مستوطنات جديدة في غور الأردن لتعزيز السيطرة الأمنية، حيث تم تخصيص أراضٍ للمزارع الزراعية والمستوطنات التي تعمل كخط دفاع أول.

وقد تطوع حتى الآن حوالي 12 ألف جندي احتياطي لتعزيز صفوف الفرقة، وبدأت الفوج الأول بالعمليات، فيما يستمر تدريب فوج استخباراتي سيكتمل بحلول عام 2027. كما تم تزويد المجندات بآليات حديثة مثل مركبات (JLTV) لتحل محل المركبات القديمة، مما يعزز القدرة على الاستجابة للحوادث المفاجئة.

يتركز الدور الأمني الأساسي للفرقة على إحباط عمليات التهريب والتسلل التي تستهدف إدخال أسلحة وعبوات ناسفة وأسلحة مضادة للدبابات إلى الضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتقال المخربين قبل تنفيذ هجماتهم. وأكد المتحدث العسكري أن الجيش أحبط منذ بداية العام 120 محاولة تسلل، وصادر مئات الكيلوغرامات من المخدرات، واعتقل 11 مشتبها بهم.

على مدار السنوات الماضية، أصبحت الحدود مع الأردن معبرًا رئيسيًا للتهريب المسلح بدعم من إيران، في محاولة لإثارة التوترات في الضفة الغربية والحد من استقرار إسرائيل. لذلك، غير الجيش الإسرائيلي استراتيجيته الدفاعية في هذه المنطقة، مع الإشارة إلى أن الهدوء النسبي الحالي قد يكون "هدوءًا زائفًا"، حيث تواصل الجماعات المسلحة تحضير نفسها لإشعال الأوضاع.

وفي مايو الماضي، قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ خطة لإنشاء 22 مستوطنة جديدة على الحدود الشرقية، تشمل مراكز تعليمية، ومزارع زراعية، وتوسيع المستوطنات القائمة، بهدف تعزيز السيطرة الأمنية. وقد رصدت المرحلة الأولى من المشروع ميزانية بقيمة 80 مليون شيكل، ويشرف عليه فريق من المديرين العامين لتطوير خطة خمسية.

حضر حفل افتتاح فرقة "جلعاد" كبار قادة الجيش الإسرائيلي، الذين أكدوا على أهمية الدروس المستفادة من 7 أكتوبر، وعلى أن التغييرات الأمنية تعكس تحولًا جذريًا في استراتيجية الدفاع الإسرائيلي، مع التركيز على تعزيز الاحتياطيات والوحدات القتالية الطوعية.

وفي كلمة له، قال قائد الفرقة، العميد أورين سيمحا، إن إنشاء هذه الفرقة هو درس مباشر من الفشل الذي شهدته إسرائيل في أكتوبر، معبرًا عن فخره بالجنود الذين تطوعوا لخدمة وطنهم رغم التحديات، مؤكدًا على أن الفرقة تمثل جزءًا أساسيًا من الأمن القومي ومستقبل إسرائيل.

روسيا اليوم

مشاركة المقال: