السبت, 6 ديسمبر 2025 11:49 PM

إطلاق مجلس قبائل الشركس في دمشق: توحيد الجهود وتعزيز الهوية السورية

إطلاق مجلس قبائل الشركس في دمشق: توحيد الجهود وتعزيز الهوية السورية

انطلقت في فندق البوابات السبع بدمشق فعاليات المؤتمر التأسيسي الأول لمجلس قبائل الشركس، بمشاركة واسعة من أبناء الشركس من داخل سوريا وخارجها، وحضور رسمي ودبلوماسي رفيع المستوى.

وذكرت وكالة "سانا" أن الهدف من تأسيس المجلس هو توحيد مساعي الشركس في إطار مؤسسي منظم، والحفاظ على الروابط المتينة بين القرى والعائلات، ودعم الكفاءات الشابة وتمكينها في شتى الميادين. كما يهدف المجلس إلى تعزيز الهوية واللغة والتراث الشركسي باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من التنوع الثقافي السوري، وإطلاق مبادرات تنموية وخدمية تساهم في تعزيز دور الشركس في خدمة الدولة والمجتمع.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس المجلس الشيخ محمد إلياس جركس أن العمل المؤسسي والوطني هو أساس النصر الحقيقي، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة تتطلب بناء المؤسسات والابتعاد عن الشعارات والارتجال. وأضاف أن الشركس، الذين كانوا على مر العصور جزءاً أصيلاً من النسيج المجتمعي السوري، سيواصلون جهودهم في تعزيز الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة في إعادة الإعمار والحفاظ على الهوية الثقافية، ومد جسور التعاون مع مختلف القبائل والعشائر لترسيخ الاستقرار وخدمة مشروع الدولة الوطنية الحديثة. كما أكد الشيخ جركس ولاء المجلس للدولة وقيادتها وتخليد تضحيات الشهداء، والمضي قدماً في بناء سوريا الجديدة القائمة على العدالة والكرامة.

من جهته، أوضح المستشار السياسي في المجلس وائل ميرزا أن المجلس سيعمل على إنشاء صندوق لدعم المشاريع الصغيرة، وتأسيس شركة تأمين لتعزيز حضور الشركس عبر مختلف المنصات الحديثة، وتنظيم مهرجان سنوي، وتفعيل دور الشباب في المؤسسات العامة لدفع عجلة التنمية. كما سيقوم المجلس بإحداث أكاديمية لترسيخ الانضباط والقيم العامة، وإنشاء مؤسسة للطوارئ والإغاثة تكون نموذجاً فاعلاً في سوريا الجديدة وتعزز الهوية الوطنية.

وأشار رئيس اتحاد الجمعيات الشركسية في تركيا نصرت باش إلى أن الشركس قدموا آلاف الشهداء دفاعاً عن الأوطان التي احتضنتهم، مؤكداً التزام الاتحاد بالحفاظ على اللغة والهوية والتراث والدفاع عن الحقوق التاريخية، والاستعداد لتقديم الدعم لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين تركيا وسوريا وتقوية روابط الأخوة بين البلدين.

وأكد مسؤول المتابعة في مجلس القبائل والعشائر في سوريا الشيخ محمد عمر عبود أهمية تعزيز التماسك بين القبائل الشركسية والوحدة بين جميع مكونات المجتمع السوري، بينما شدد الباحث عدنان يونس بزادوغ من شركس الأردن على أن المجلس يمثل تعبيراً حقيقياً عن هوية الشركس وثقافتهم ودورهم التاريخي في المجتمع.

من جانبه، رأى الشيخ رضوان تامر السيد من قبيلة النعيم أن إطلاق المجلس يساهم في تعزيز وحدة المجتمع، مشيراً إلى تضحيات الشركس في الثورة السورية. وأكد العقيد رياض الأسعد أن المجلس يجسد الهوية الوطنية الجامعة لسوريا الموحدة، مشدداً على رفض المشاريع الانفصالية التي تستهدف وحدة السوريين.

وتضمن المؤتمر عرض فيلم وثائقي استعرض تاريخ الشركس حول العالم وصولاً إلى سوريا ومشاركتهم في الثورة السورية.

ويتكون الهيكل التنظيمي للمجلس من رئيس القبيلة، الذي يمثل المرجعية العليا للشركس ويتولى توجيه المسار العام واعتماد القرارات الاستراتيجية وتمثيل الشركس أمام الدولة والهيئات الوطنية، بالإضافة إلى مجلس الأمناء الذي يضم شخصيات اعتبارية من مختلف المناطق الشركسية لرسم السياسات العامة والإشراف على الأداء المؤسسي، ولجان فرعية تمثيلية حسب التوزيع الجغرافي لنقل الاحتياجات المحلية وتنفيذ التوجيهات وضمان وحدة القرار والعمل.

وكالات

مشاركة المقال: