الأحد, 15 يونيو 2025 01:19 AM

إيران في مواجهة العزلة: هل تدفع الضربات الإسرائيلية طهران إلى تغيير سياستها الإقليمية؟

كتب محمد خير الوادي: لم تترك القيادة الإيرانية سبيلاً لأي شكل من أشكال التضامن العربي، الشعبي أو الرسمي، معها في وجه العدوان الإسرائيلي. فطهران الرسمية أغلقت كل فرص التفاهم والتقارب مع الشعوب العربية، ومارست نهج التعالي والغرور في التعامل مع العرب.

وكلنا يذكر كيف كان المسؤولون الإيرانيون يفاخرون "باحتلالهم" لأربع عواصم عربية، وكيف كانوا يحتفون بعنجهية بإقامة "الهلال الشيعي" الممتد من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط. وينبغي ألا تغيب عن الذهن الأفعال الشنيعة التي اقترفها أذناب إيران بحق جيرانهم من دول الخليج العربي، وكيف غذت طهران ودعمت الميليشيات الطائفية في كل من لبنان واليمن والعراق.

ولن ينسى السوريون ما عانوه من قتل وتدمير وتهجير على يد ميليشيات إيرانية، حشدتها طهران من كل أصقاع المنطقة، "للثأر من الشعب السوري" المسالم، تحت شعارات معاداة إسرائيل، ودعم محور الصمود والتصدي. لم تترك إيران لها صديقًا في المنطقة، ولذلك، باتت اليوم معزولة ومكشوفة في مواجهة العدوان الصهيوني المدان.

نحن نأمل أن تدفع الضربات العسكرية الإسرائيلية التي توجهها الآن إسرائيل إلى إيران، القيادة الإيرانية، إلى إعادة التفكير بسياستها السابقة الخاطئة، وأن تعود إلى رشدها، وتتخلى عن أوهامها وخططها الرامية إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية على أنقاض العرب، وأن توقف نهج تصدير الثورة وفرض التشيع وولاية الفقيه، وأن تسلك أسلوبًا جديدًا قائمًا على التعاون والتضامن واحترام الآخرين، والحفاظ على علاقات طيبة مع جيرانها، وعدم التدخل في شؤونهم.

لقد عزلت طهران نفسها عن محيطها العربي والإسلامي، وهذه العزلة هي التي أغرت إسرائيل على القيام بعدوانها الحالي على إيران. ونأمل أن تستوعب القيادة الإيرانية هذه الحقيقة وهذا الدرس، وأن تبادر إلى التخلي فورًا عن سياستها السابقة، التي ألحقت أضرارًا فادحة بالشعب الإيراني وبالدول العربية، وبفرص الاستقرار والازدهار في المنطقة كلها (اخبار سوريا الوطن ٢-مركز الوادي للدراسات الأسيوية).

مشاركة المقال: