الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 10:45 PM

إيهاب المرادني يوضح: الفرق بين السرقة والاقتباس في الألحان الموسيقية

إيهاب المرادني يوضح: الفرق بين السرقة والاقتباس في الألحان الموسيقية

أوضح المؤلف الموسيقي السوري إيهاب المرادني أن قضية التمييز بين الاقتباس والسرقة اللحنية تعتبر معقدة ومتشعبة الجوانب، مشيراً إلى أن هذه القضية لا تقتصر فقط على الألحان العربية المقتبسة من الألحان الغربية، بل يمكن أن يحدث العكس أيضاً.

وأكد المرادني على أهمية تقسيم هذا التشابك إلى ثلاثة محاور رئيسية: السرقة، والاقتباس، وتوارد الأفكار. وفي تصريح لـ"الوطن"، عرّف السرقة بأنها، وفقاً لجمعية الموسيقيين في باريس، تتعلق بحقوق الملكية الفكرية وحقوق الملحنين، وتعتبر أن كل من أخذ أكثر من أربع "ميزور" (جملة لحنية تتكرر مع كلام المغني) بشكل متطابق يعتبر سارقاً.

وأضاف المرادني أن ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي شهدت بعض السرقات اللحنية نتيجة لتأثر بعض الملحنين بعلاقاتهم مع أوروبا وأمريكا اللاتينية وانخراطهم في ثقافات تلك البلدان، مما أدى إلى ترسخ ألحانها في أذهانهم وسعيهم وراء كل ما هو جديد ومختلف. وأشار إلى أن هذا الأمر ينطبق على مجالات إبداعية أخرى مثل تصميم الأزياء أو الديكور أو الصحافة، حيث قد يقع البعض في فخ السرقة عن طريق الاستعانة بلحن كامل ومطابق.

وأوضح أنه إذا تم استخدام لحن ما بكامل تفاصيله دون تصريح، فإنه يعتبر مسروقاً، أما إذا تم الأمر بتصريح مسبق فيعتبر اقتباساً، وفي هذه الحالة يجب الاستئذان من صاحب اللحن الأصلي. وأشار إلى أن المستمع المعاصر يختلف كثيراً عن مستمعي العقود الماضية، وبالتالي لا توجد مشكلة في إعادة توزيع بعض الأغاني مثل أغنيات أم كلثوم، شريطة أن يتم التوزيع بشكل صحيح لا يشوه اللحن الأساسي، بل يمنحه حياة جديدة مع جيل جديد.

وأكد المرادني على أن التراث الموسيقي السوري غني وعريق، وأن من واجب الجميع المحافظة عليه وتقديمه بروح متجددة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تطرق المرادني إلى النوع الثالث الذي وصفه بـ "توارد الخواطر"، موضحاً أن السلم الموسيقي يتألف من سبع درجات، بينما في الموسيقى الغربية توجد أنصاف الأبعاد ليصبح السلم الموسيقي ١٢ درجة، وفي السلم الموسيقي الشرقي توجد أرباع الأرباع ليصل السلم إلى ١٧ درجة، ومن هذه الدرجات تنبثق جميع الألحان التي نسمعها، مما يجعل من الطبيعي أن نجد أحياناً تقارباً بين بعض الألحان.

وكشف المرادني أنه كان يحصل مثل ذلك أثناء تحضير بعض الألحان وكان يتم التنبه لها، مؤكداً أن السمع هو الوسيط الأول لتكوين المخزون الموسيقي الداخلي، وبالتالي فإن التشابه بين الألحان أمر وارد وبدهي.

مصعب أيوب

مشاركة المقال: