احتجاجات وإضراب مستمر في مدارس منبج رفضاً لمناهج الإدارة الذاتية
توقفت العديد من مدارس مدينة منبج وريفها في ريف حلب الشرقي عن الدوام الرسمي نتيجة إضراب مستمر منذ أيام، وذلك استجابة لمظاهرات شعبية تعترض على المناهج الدراسية الجديدة التي فرضتها "الإدارة الذاتية"، الجناح المدني لقوات سوريا الديمقراطية (قسد). يعارض الأهالي والمعلمون هذه المناهج، معتبرين أنها تتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية، وتشكل تهديدًا لهوية المجتمع وقيمه الثقافية.
وأفادت مصادر محلية أن المناهج الجديدة وُصفت بأنها "غريبة" على ثقافة المنطقة، وتتضمن مواد تُعتبر إساءة للدين والأخلاق، بالإضافة إلى تقديم محتوى لا يتناسب مع السياق الثقافي والاجتماعي للمنطقة. كما عبر المحتجون عن قلقهم من تأثير هذه المناهج على الأطفال والمجتمع، مؤكدين أن التغييرات تنافي تقاليد المنطقة ومعتقداتها.
الإضراب تسبب بشلل كامل في العملية التعليمية في العديد من المدارس، وأعقبه دعوات من الناشطين لحراك شعبي واسع يوم الجمعة، مع تحفيز الأهالي على الامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدارس كوسيلة للتعبير عن رفضهم لهذه المناهج. كما أظهرت مشاهد تداولتها الصفحات المحلية تمزيق نسخ من المناهج الجديدة.
الوضع زاد تعقيداً مع استمرار الإضراب للأسبوع الثالث على التوالي، حيث يُقدَّر عدد المدارس المتوقفة عن العمل بأكثر من 260، مما يؤثر على آلاف الطلاب. وأكدت منظمات محلية وأهالي أن المناهج الجديدة لا تتوافق مع المعايير التربوية، وتفتقر للاعتراف الأكاديمي محلياً ودولياً. كما تضمنت الانتقادات أن تلك المناهج تمجد قيادات سياسية معينة، وتروج لأفكار لا تتناسب مع أعمار الطلاب المستهدفين.
في مواجهة هذا التصعيد، طالبت فعاليات محلية ومؤسسات معارضة بإعادة النظر في المناهج المفروضة والعودة إلى المناهج السابقة، التي يُراد منها الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتقاليد الثقافية.
