الأحد, 27 يوليو 2025 08:51 AM

استثمارات سعودية واعدة في سوريا: رؤى وفرص في قطاعات متنوعة

استثمارات سعودية واعدة في سوريا: رؤى وفرص في قطاعات متنوعة

تشهد سوريا بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي، بعد سنوات من التحديات التي أثرت على مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، يبرز الاستثمار كمحرك رئيسي لتنشيط الاقتصاد وتحقيق نمو مستدام. وقد التقت عنب بلدي بعدد من المستثمرين السعوديين في مجالات التعليم والتحول الرقمي، والقطاع العقاري، وقطاع الطيران، على هامش أعمال المنتدى الاستثماري السوري- السعودي في قصر “الشعب” بدمشق، حيث عرضوا رؤاهم حول فرص الاستثمار المتاحة.

وكان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، قد أعلن عن إطلاق المنتدى الاستثماري السوري- السعودي الأول من نوعه في سوريا، مشيرًا إلى أنه سيوفر 50 ألف فرصة عمل مباشرة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).

رؤى لتطوير المطارات

أكد المهندس منصور بن ناصر الشريف، المستثمر في قطاع الطيران الخاص بالسعودية، على أهمية الاستثمار في سوريا، خاصة في المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى الإمكانات الكبيرة للتعاون في قطاع الطيران، بوجود مطاري دمشق وحلب الدوليين، والموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا. وأوضح أن هذين المطارين يمكن أن يكونا منفذًا للشحن والسياحة والتجارة، من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات وفقًا للمواصفات العالمية.

وأشار الشريف إلى أن رؤية المستثمرين تتجاوز ترقية المطارات لتشمل الخدمات الأرضية وتموين الطائرات، مع تحويل المطارات إلى واجهات حضارية تضم مراكز تجارية وأسواقًا وفنادق. وأضاف أن سوريا كانت دائمًا حاضنة للاستثمار، وأن الموقع الجغرافي والتاريخ والثقافة والتنوع السكاني يشجع المستثمرين.

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السوري قد أعلنت عن عزمها إنشاء مطار دولي جديد في دمشق بسعة 30 مليون مسافر سنويًا، وتأهيل المطار الحالي لزيادة طاقته الاستيعابية. وأكد مدير الهيئة، عمر الحصري، أن قطاع الطيران المدني في سوريا متهالك بسبب الحروب والعقوبات، مشيرًا إلى أن تأهيل مطاري دمشق وحلب يمثل فرصًا استثمارية واعدة.

فرص استثمارية واعدة

تحدث المستثمر سامي الكحلوت، ممثل شركة “قوام”، المتخصصة في ريادة الأعمال والتحول الرقمي، عن رؤية الشركة للاستثمار في سوريا، مشيرًا إلى أن التجربة السابقة للشركة أوضحت وجود فرص كبيرة في السوق السوري. ويسعى المستثمر محمد المدني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “كلاسيرا”، المتخصصة في تقنيات التحول الرقمي للتعليم، للتنسيق مع وزارة التعليم والتربية السورية في عمليات التحول الرقمي وتدريب الجهات الحكومية والخاصة.

وأكد المدني أن الخبرات الكبيرة التي تملكها الشركة في أكثر من 40 دولة، كانت دافعًا للاستثمار في سوريا، معتبرًا أن الاستثمار في سوريا فرصة واعدة بما تملكه من مقومات النجاح، وانفتاح السوق السوري على الخارج. وأشار إلى التسهيلات الاستثمارية التي قدمتها الحكومة السورية.

وبين المستثمر العقاري مهند الخويلد، ممثل شركة “زود العقارية”، أن أسباب الاستثمار تتجلى في القابلية الموجودة عند الجانب السوري، والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، والرغبة في تطوير المجال العقاري.

وأعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تقارب 24 مليار ريال سعودي في سوريا، تشمل مجالات الطاقة والعقارات والصناعة والبنية التحتية والخدمات المالية والصحة والزراعة والاتصالات وتقنية المعلومات والمقاولات والتعليم وغيرها.

مركز للتواصل التجاري

تجمع سوريا بين موارد طبيعية غنية وموقع جغرافي استراتيجي، مما يجعلها مركزًا مهمًا للتواصل التجاري بين الشرق والغرب، ويعزز من جاذبيتها للمستثمرين. ويرى المستشار التنفيذي في وزارة الاقتصاد والصناعة، والباحث الاقتصادي مناف قومان، أن الفرص الاستثمارية في سوريا متعددة ومتنوعة، وتشمل الزراعة والطاقة المتجددة والصناعة التحويلية والخدمات المالية والتكنولوجيا والقطاع العقاري.

فيما أوضح الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، الدكتور مجدي الجاموس، أن أبرز الفرص الاستثمارية تتركز في “ترصيف” البنية التحتية وتوسيع الإنتاجية السورية من الطاقة.

مشاركة المقال: