الإثنين, 5 مايو 2025 08:54 PM

اعتداء مسلح على ناد ليلي في دمشق يثير جدلاً حول الحريات والأخلاق

اعتداء مسلح على ناد ليلي في دمشق يثير جدلاً حول الحريات والأخلاق

شهد أحد النوادي الليلية ("ليالي الشرق") في قلب دمشق حادثة اعتداء عنيفة، حيث اقتحم رجال مسلحون وملتحون المكان، واعتدوا بالضرب على العاملين والزبائن من رجال ونساء، مستخدمين السلاح، وأجبروا الجميع على الخروج بالقوة.

انتشر فيديو للحادثة، التقطته كاميرا مراقبة، بسرعة على وسائل التواصل، وأظهر مشاهد لنساء يتعرضن للضرب ويُطردن شبه عاريات من المكان.

بعد ساعات من انتشار الفيديو، أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه توقيف عدد من العناصر العسكريين الذين ظهروا في التسجيل، وتحويلهم إلى القضاء، مشددة على أن أي تجاوز ضد المواطنين سيُواجه بإجراءات قانونية صارمة.

بينما اعتبر البعض أن هذه الأماكن قد تكون "واجهة دعارة مقنعة"، استذكر آخرون تاريخ تنظيم الدعارة في سوريا قبل عهد "حزب البعث"، حين كانت الدولة تشرف عليها صحياً وأمنياً، كما في حي "بحسيتا" في حلب.

فتحت الحادثة نقاشاً واسعاً بين السوريين حول من يحق له فرض ما يُعد "أخلاقياً"، وهل تُبرّر الشبهات أو طريقة اللباس استخدام العنف ضد النساء؟

انتشر تعليق لعارف الشعال، أحد حقوقيي دمشق المعروفين، أشار فيه إلى أن لباس إحدى النساء الضحايا يثبت وقوع جرم مشهود بممارسة الدعارة، في إشارة إلى تعرض راقصة للضرب داخل غرفة تبديل الملابس وطردها بالقوة شبه عارية. وأثارت تصريحاته ردود فعل حادة.

أكد شهود ومصادر من داخل النادي أن المكان مرخص من وزارة السياحة، ويقدم عروض غناء ورقص، ويضم عاملات بعقود رسمية، وليس مكاناً خارجاً عن القانون كما صُوّر في الحادثة.

أشارت إحدى الصحافيات إلى أن حادثة اقتحام النادي الليلي قد تمثل نموذجاً لما يُعرف بـ "الإنكار المعقول" و"العنف بالوكالة"، حيث تلجأ السلطات إلى مجموعات غير رسمية لفرض السيطرة خارج القانون، من دون تدخل مباشر منها.

من بين ردود الأفعال الساخرة، أشار أحدهم إلى أن "الجانب الإيجابي في الفيديو أن الجميع أكل ضرب من دون ما يسألوه عن طائفته… وهذا دليل على اللحمة الوطنية!"

جاءت الحادثة بعد أسابيع من نقاشات محتدمة حول أماكن تقديم المشروبات الروحية، وسط تصاعد واضح في وتيرة الخطاب المتشدد داخل المؤسسات السورية الرسمية وخارجها.

أعادت الحادثة إلى الأذهان ما طرحه مسلسل "شارع شيكاغو" (2020) الذي سلط الضوء على وجه آخر لدمشق، بعيداً عن التديّن أو الخطاب الحزبي الرسمي، وهو عالم الملاهي الليلية والحياة السرّية التي دائماً ما كانت جزءاً من نسيج المدينة.

مشاركة المقال: