الإثنين, 1 ديسمبر 2025 04:15 PM

اكتشاف واعد: بروتين نانوي قد يحمي الدماغ من الزهايمر - آخر المستجدات العلمية

اكتشاف واعد: بروتين نانوي قد يحمي الدماغ من الزهايمر - آخر المستجدات العلمية

شبكة أخبار سوريا والعالم/ تشير أحدث الأبحاث العلمية إلى أن البروتينات النانوية المستخلصة من الأجسام المضادة الموجودة في حيوانات مثل الإبل واللاما، قد تحمل مفتاح الحماية من مرض الزهايمر. تتميز هذه البروتينات بقدرتها الفائقة على اختراق الفراغات الخلوية، وهو ما لا تستطيع الأجسام المضادة الأخرى القيام به.

وفقًا لموقع Science Alert، نقلًا عن دورية Trends in Pharmacological Sciences، تتزايد الأدلة التي تدعم إمكانية استخدام هذه الجزيئات الدقيقة لحماية الدماغ من الأمراض المستعصية، مثل الزهايمر والفصام.

أوضح فريق من العلماء في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) في ورقة بحثية حديثة، أن صغر حجم الأجسام المضادة يجعلها خيارًا مثاليًا للوصول إلى الدماغ وعلاجه بآثار جانبية أقل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العلاجات القائمة على الأجسام النانوية والموافَق عليها طبيًا حتى الآن، مخصّصة لعلاج أجزاء أخرى من الجسم.

تنظيف بيولوجي فائق الدقة

الأجسام المضادة هي بروتينات يستخدمها جهاز المناعة للتعرف على الفيروسات والسموم وغيرها من المواد الضارة، ليقوم الجسم بالتخلص منها. أما الأجسام النانوية فهي نسخ مُبسّطة من هذه البروتينات، تتميز ببنية دقيقة تسمح لها بالتسلل إلى الفيروسات وتعطيلها.

الإبل واللاما والألبكة

تنتج حيوانات فصيلة الإبل (الإبل واللاما والألبكة) أجسامًا مضادة أصغر حجمًا من تلك الموجودة لدى البشر. وقد نجح العلماء في تحسين هذه الأجسام في المختبر لتصبح أصغر بنحو 10 مرات من الجسم المضاد التقليدي من نوع الغلوبولين المناعي G على شكل حرف Y. وعلى الرغم من أن أسماك القرش معروفة أيضًا بإنتاج الأجسام النانوية، إلا أن الثدييات الأقرب إلى البشر تمتلك آليات بيولوجية تجعلها أكثر قدرة على دعم المناعة البشرية.

أثبتت الأجسام النانوية المستخلصة من الإبل قدرتها على حماية البشر من الإنفلونزا A وB، وفيروس نوروفيروس المسبب لالتهاب المعدة، و”كوفيد-19″، وحتى فيروس نقص المناعة البشرية.

عقبتان أساسيتان

حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن الأجسام النانوية غير مناسبة لعلاج اضطرابات الدماغ؛ لأن الكلى تتخلص منها بسرعة قبل وصولها إلى الهدف، بالإضافة إلى صعوبة عبورها حاجز الدم الدماغي، الذي يمنع معظم الأدوية من الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي.

نماذج مُهندسة تتخطّى الحاجز

تمكنت دراسات حديثة من تجاوز هذه التحديات؛ إذ أظهرت تجارب مخبرية على نماذج حيوانية أن الأجسام النانوية المُهندسة يمكنها عبور حاجز الدم–الدماغ واستهداف وإزالة بروتينات تاو وبيتا أميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر.

عصر علاجي جديد

قال فيليب روندارد، أخصائي علم الأدوية العصبية في CNRS: “الأجسام النانوية المستخلصة من الإبل تفتح عصراً جديداً من العلاجات البيولوجية لاضطرابات الدماغ، وتُحدث ثورة في التفكير بشأن مقاربات العلاج”. وأكد أنها قد تصبح “فئة جديدة من الأدوية تقع بين الأجسام المضادة التقليدية والجزيئات الصغيرة”.

فوائد واضحة وأسئلة كثيرة

أوضح بيير أندريه لافون، عالم الجينوم الوظيفي، أن هذه البروتينات “صغيرة وقابلة للذوبان بدرجة عالية، ويمكنها دخول الدماغ بشكل سلبي”. وعلى عكس ذلك، فإن الأدوية الصغيرة القابلة للنفاذ عبر الحاجز الدموي الدماغي غالباً ما تكون كارهة للماء، ما يقلل توافرها الحيوي ويزيد احتمال ارتباطها بمواقع غير مستهدفة، ويرفع مخاطر آثار جانبية.

أشار لافون إلى ضرورة معرفة كيفية عبور هذه البروتينات للحاجز الدموي–الدماغي، ومدة بقائها داخل الدماغ، لتحديد الجرعات المثلى. كما سيحتاج الباحثون إلى تطوير تركيبات مستقرة تتحمل التخزين الطويل والنقل من المختبر إلى المريض.

وختم قائلاً: “تم البدء فعلياً في دراسة هذه العوامل لبعض الأجسام النانوية القادرة على اختراق الدماغ، وأظهرت النتائج أن ظروف العلاج متوافقة مع الاستخدام المزمن”.

مشاركة المقال: