الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 01:57 PM

الأمم المتحدة تحتفي باللغة العربية: إرث حضاري ودور في إثراء العالم

الأمم المتحدة تحتفي باللغة العربية: إرث حضاري ودور في إثراء العالم

نيويورك-سانا: أقامت الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والبعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية، فعالية للاحتفاء باللغة العربية، باعتبارها لغة عالمية حية ذات تأثير كبير في تاريخ الحضارة الإنسانية.

وفي كلمته خلال الفعالية، أكد موفسيس أبليان، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة شؤون الجمعية العامة والمؤتمرات ومنسق الأمم المتحدة للتعددية اللغوية، أن "يوم اللغة العربية يمثل فرصة للتأمل في لغة الضاد، إحدى اللغات الأكثر تأثيراً وثراءً في العالم. هذه اللغة التي شكلت الشعر والعلوم والفلسفة والأدب والتبادل الثقافي على مر القرون، وجمعت الحضارات وكانت بمثابة منصة للحوار بين المناطق والأجيال".

وأضاف أبليان أن "اللغة العربية تحتل مكانة خاصة في الأمم المتحدة كلغة رسمية من بين اللغات الست المعتمدة في المنظمة"، مشيراً إلى أن التعددية اللغوية هي وسيلة أساسية للعمل متعدد الأطراف. كما تطرق إلى التكنولوجيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، موضحاً أنها تفتح آفاقاً جديدة لدعم التواصل متعدد اللغات، مع التحذير من أن أدوات الذكاء الاصطناعي ليست حلاً سحرياً للتحديات التي تواجه الحفاظ على التعددية اللغوية في الأمم المتحدة، مما يؤكد أهمية التدخل البشري.

من جانبه، أوضح عبد الله الوشمي، الأمين العام لمجمع الملك سلمان، أن "تعدد اللغات في العالم يمثل ثراءً وتنوعاً، وأن اللغات تقربنا وتعرفنا إلى بعضنا البعض"، لافتاً إلى تأثر العديد من لغات العالم باللغة العربية، حيث يمكن للمتحدثين بلغات مختلفة سماع الصوت العربي وإيجاد كلمات عربية متنوعة في تراثهم اللغوي.

كما استعرض الوشمي عدداً من أنشطة المجمع لدعم اللغة العربية، بما في ذلك "مؤشر اللغة العربية" الذي يقيس حضورها في المؤسسات والدول، ومؤشر "بلسم" لقياس نضج تقنيات النماذج اللغوية الضخمة باللغة العربية، وتقرير عن تعليم العربية في 300 مؤسسة حول العالم، وموسوعة اللغة العربية، و"اختبار همزة" لقياس مستوى الكفاءة في اللغة العربية، بالإضافة إلى المنح الدراسية ومنصات تعليم اللغة العربية.

السفير عبد العزيز الواصل، الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، صرح بأن تخصيص يوم للغة العربية جاء "اعترافاً بالمكانة العريقة لهذه اللغة العظيمة وتقديراً لدورها الإنساني والحضاري الممتد عبر قرون، ودورها المؤثر في إثراء الفكر الإنساني وبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات". وأضاف أن "اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتخاطب، بل هي وعاء حضاري شامل ومرآة لهوية أمة وحافظة لإرثها العلمي والثقافي والروحي".

من جهتها، أشارت السفيرة ناصرية فليتي، نائبة المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، إلى جماليات اللغة العربية وثرائها، قائلة: "موضوع الاحتفال هذا العام، وهو 'مسارات مبتكرة للغة العربية'، يشير إلى أن العربية قادرة، كما كانت دائماً، على فتح أبواب المستقبل وإعادة ترتيب علاقتها بالعلم"، مبينة أن "أول من نطقوا بلغة الرقمنة والهندسة والجبر والحوسبة كانوا في الأصل مسلمين وعرباً".

يذكر أن الأمم المتحدة تحتفل بيوم اللغة العربية في 18 كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه اللغة العربية عام 1973 كلغة رسمية في المنظمة، لتنضم إلى اللغات الرسمية الأخرى: الإنجليزية والصينية والإسبانية والروسية والفرنسية.

العربية: هي لغة الضاد التي يتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة في الوطن العربي والمناطق المجاورة، مما يجعلها واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، كما أنها لغة مقدسة لدى المسلمين لأنها لغة القرآن، وتعتبر من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية والمفردات والمعاني.

مشاركة المقال: