الإثنين, 29 سبتمبر 2025 03:36 PM

الإمارات تتصدر السياحة العربية: توقعات بوصول 25.8 مليون زائر بحلول 2025

الإمارات تتصدر السياحة العربية: توقعات بوصول 25.8 مليون زائر بحلول 2025

في ظل التنافس المتزايد بين الدول العربية في قطاع السياحة، تشير التوقعات لعام 2025 إلى تقدم ملحوظ في أعداد الزائرين إلى العديد من دول المنطقة. يعكس هذا النمو نجاح السياسات السياحية والاستثمارية التي تتبناها هذه الدول لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

الإمارات في الصدارة

تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة بمعدل متوقع يبلغ 25.8 مليون زائر، وذلك بفضل مكانتها كوجهة عالمية للسياحة والترفيه والأعمال. تتميز الإمارات ببنية تحتية متطورة، ومهرجانات عالمية، وأسواق فاخرة، بالإضافة إلى معالم بارزة مثل برج خليفة وجزر النخلة.

وسجل قطاع السفر والسياحة مساهمة قدرها 257.3 مليار درهم (70.1 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، أي ما يعادل 13% من الاقتصاد الوطني. تهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 إلى رفع مساهمة القطاع إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031.

السعودية في المركز الثاني

جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني بـ 20.3 مليون زائر، مستفيدة من "رؤية 2030" التي جعلت السياحة ركيزة اقتصادية أساسية. يعتبر الحج والعمرة من أبرز عوامل الجذب، بالإضافة إلى السياحة الترفيهية التي عززتها مشاريع ضخمة مثل نيوم والبحر الأحمر. بلغ إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية عام 2024 حوالي 284 مليار ريال، بزيادة قدرها 11% عن عام 2023، في حين تجاوز إنفاق السياح الوافدين 168.5 مليار ريال، محققًا نموًا بنسبة 19%.

المغرب ومصر في المراتب التالية

حلت المملكة المغربية في المركز الثالث بـ 13.1 مليون زائر، بفضل مزيج من السياحة الثقافية والتاريخية والشواطئ الساحرة. استقبل المغرب خلال عام 2024 حوالي 17.4 مليون سائح بعائدات قياسية بلغت 112 مليار درهم (11.2 مليار دولار)، بزيادة قدرها 43% مقارنة بعام 2019.

أما جمهورية مصر العربية، فجاءت في المركز الرابع بـ 13 مليون زائر، مستفيدة من آثارها الفريدة كالأهرام وأبو الهول، بالإضافة إلى السياحة الشاطئية في شرم الشيخ والغردقة. حققت مصر في عام 2024 إيرادات بلغت 15.3 مليار دولار بزيادة قدرها 9% على أساس سنوي، مع ارتفاع أعداد السياح إلى 15.7 مليون سائح.

قراءة اقتصادية

يرى الخبير الاقتصادي د. بلال علامة في حديث لـ"النهار" أن هذه المؤشرات السياحية تعكس تحولًا نوعيًا في الاقتصادات العربية، حيث أصبحت السياحة رافدًا أساسيًا يفتح آفاقًا جديدة أمام الأفراد والشركات والمستثمرين. ويقول: "تنامي أعداد السياح لا يقتصر أثره على إنعاش قطاع الضيافة والفنادق، بل يخلق فرصًا واسعة للتجارة، والاستثمار في البنى التحتية، وتبادل المنافع الاقتصادية بين الدول العربية نفسها. فالسائح الخليجي في المغرب أو مصر، على سبيل المثال، لا يسهم فقط في تعزيز دخل البلد المضيف، بل ينقل معه أيضًا خبرات واستثمارات محتملة تفتح آفاقًا للتعاون المتبادل".

ويشير علامة إلى أن التنافس السياحي العربي لا يجب أن يُنظر إليه كصراع صفري، بل كفرصة للتكامل: "عندما تنجح الإمارات في جذب عشرات الملايين من السياح، أو تحقق السعودية قفزات في إنفاق السياح الوافدين، فإن ذلك يعزز صورة المنطقة كوجهة عالمية متكاملة. هذا النجاح ينعكس على بقية الدول العربية، ويحفزها لتطوير خدماتها ومشاريعها، ما يخلق ديناميكية نمو شاملة".

تظهر الأرقام أن السياحة تحولت إلى ركيزة اقتصادية رئيسية في المنطقة العربية، مع مشاريع عملاقة وتسهيلات متزايدة لجذب الزوار. لكن الأهم، وفق ما يوضح الخبراء، هو أن مستقبل السياحة العربية يقوم على التكامل والتبادل الاقتصادي بين الدول، لا على المنافسة وحدها. وهذا ما يجعل السنوات المقبلة مرشحة لأن تشهد ترسيخ مكانة المنطقة كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم.

مشاركة المقال: