وافق البرلمان الألماني في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس (16 أكتوبر/تشرين الأول 2025) على قانون يسمح للشرطة الألمانية الاتحادية باستخدام الصواعق الكهربائية. يتيح هذا القرار لأفراد الشرطة إمكانية شل حركة المشتبه بهم والمهاجمين المحتملين عبر صدمات كهربائية، مما يوفر بديلاً عن استخدام الأسلحة النارية بشكل فوري.
كانت الحكومة الألمانية قد وضعت في يوليو/تموز 2025 خططًا لتشريع جديد يجيز استخدام الشرطة الاتحادية لأجهزة الصعق الكهربي. ووافق مجلس الوزراء الألماني خلال اجتماعه على مشروع القانون المقدم من وزارة الداخلية بهذا الخصوص.
ينص مشروع القانون، الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، على ضرورة تزويد قوات الأمن بجميع الموارد اللازمة لأداء مهامها وقيادتها بفعالية وتناسب. ويؤكد مشروع القانون على أن استخدام الأسلحة النارية يجب أن يظل دائمًا الخيار الأخير.
وجاء في نص المسودة: "لضمان أقصى قدر من التدرج في استخدام القوة المباشرة، يمكن استخدام أجهزة الصعق الكهربائي عن بعد، المعروفة باسم مسدسات الصعق الكهربائي أو أجهزة الصعق الكهربائي". فالصاعق الكهربائي هو جهاز يطلق صدمات كهربائية عن بعد، مما يسبب تقلصات عضلية مؤلمة تؤدي عادة إلى شل حركة الشخص المصاب مؤقتًا.
وكان وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت قد أعلن سابقًا عن نيته تزويد الشرطة الاتحادية بأجهزة صاعق كهربائي، ويهدف مشروع القانون الحالي إلى توفير الغطاء القانوني لهذا الإجراء. وأوضح الوزير أن "الصاعق الكهربي هو الجهاز الأمثل للعمل بدقة كحلقة وصل بين الهراوة كسلاح قصير المدى والمسدس كسلاح بعيد المدى". ويشدد مشروع القانون على الأثر الوقائي لهذه الأجهزة.
وبعد تصويت البوندستاغ، سيُسمح الآن باستخدام الصواعق الكهربائية على نطاق واسع من قبل الشرطة الاتحادية. وقد أعلن وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت (من الحزب الاجتماعي المسيحي) عن نيته شراء 10 آلاف جهاز صاعق. وكان دوبريندت قد صرح في الصيف بأن "استخدام الصواعق الكهربائية ضروري للغاية لشرطتنا".
من جانبها، رحبت نقابة الشرطة بهذه الخطوة. في المقابل، تثير هذه الأسلحة جدلاً واسعًا بسبب إمكانية تسببها في عواقب صحية عند استخدامها ضد أشخاص يعانون من أمراض القلب أو مشاكل في الأوعية الدموية. ويخشى المنتقدون من أن استخدام الصاعق قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة مثل مشاكل في القلب. كما أن الصدمات الكهربائية مؤلمة جدًا.
وقالت كلارا بونغر، المتحدثة باسم الشؤون الداخلية لحزب اليسار في البوندستاغ: "هناك العديد من حالات الوفاة الموثقة بعد استخدام الصواعق الكهربائية". (DW)