الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 12:06 PM

الحب بعد الأربعين: لماذا يبحث البعض عن علاقات جديدة رغم الزواج والاستقرار؟

الحب بعد الأربعين: لماذا يبحث البعض عن علاقات جديدة رغم الزواج والاستقرار؟

الموضوع شائك وعميق ويثير الفضول، إذ يلامس واحدة من أكثر النقاط حساسية في العلاقات الزوجية والعاطفية: لماذا يشعر بعض الرجال والنساء، بعد سنوات من الزواج، بنقص ما يدفعهم للبحث عن حب جديد؟

أولاً: التحول النفسي بعد سن الأربعين

يدخل الإنسان مرحلة جديدة في حياته بعد الأربعين، يطلق عليها البعض "مرحلة إعادة التقييم". يبدأ الفرد بمراجعة قراراته وعلاقاته وحتى ذاته، ليكتشف أنه فقد شيئًا هامًا: الشغف، الاهتمام، أو الإحساس بأنه مرغوب.

ثانيًا: الروتين الزوجي القاتل

الزواج الطويل قد يوفر الاستقرار، لكنه قد يجلب معه روتينًا خانقًا. يعتاد الشريكان على بعضهما لدرجة تطغى فيها تفاصيل الحياة اليومية على المشاعر، ليشعر أحدهما أن الحب تحول إلى التزام فقط، وأن الإثارة قد اختفت.

ثالثًا: الأزمات الوجودية

في هذا العمر، يبدأ الرجل أو المرأة بالتفكير: هل هذا كل شيء في الحياة؟ هل عشت ما يكفي؟ هل فاتني شيء؟ هذه الأسئلة تدفع البعض للبحث عن تجربة جديدة تعيد لهم إحساس الحياة، حتى لو كان ذلك عبر حب جديد.

رابعًا: الفجوة العاطفية والجسدية

في بعض الحالات، قد يهمل أحد الزوجين الآخر عاطفيًا أو حميميًا. الإهمال المتكرر، وقلة الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة (كلمة طيبة، لمسة، أو حتى نظرة إعجاب) تجعل الشخص يشعر بالوحدة رغم وجوده داخل العلاقة، ومع مرور الوقت، يبدأ في البحث عن من يملأ هذا الفراغ.

خامسًا: الرغبة في الشعور بالشباب من جديد

بعد الأربعين، يبدأ الكثيرون بالشعور بأن العمر يتسرب من بين أيديهم، وقد يكون الحب الجديد وسيلة لاسترجاع إحساس الشباب، وكأنهم يقولون لأنفسهم: "ما زلت قادرًا على الحب والعطاء".

لكن الأهم هو أن نفهم أن ليس كل من يبحث عن حب جديد بعد الأربعين يفعل ذلك لأنه "خائن" أو "أناني". أحيانًا يكون السبب الحقيقي هو غياب التواصل داخل العلاقة الزوجية، أو تجاهل الاحتياجات العاطفية والجسدية للطرف الآخر. وفي أحيان أخرى، هو انعكاس لأزمة شخصية يعيشها الفرد، وليست دائمًا بسبب الزواج نفسه.

الخلاصة: الحب بعد الأربعين ليس دائمًا تمردًا على الزواج أو كسرًا للاستقرار، بل هو أحيانًا صرخة صامتة.

(أخبار سوريا الوطن 2-اسرار اسرار)

مشاركة المقال: