الأحد, 22 يونيو 2025 04:29 PM

الحسكة عطشى: تفاقم أزمة المياه واستياء السكان يطالبون بحلول جذرية

الحسكة عطشى: تفاقم أزمة المياه واستياء السكان يطالبون بحلول جذرية

تشهد مدينة الحسكة أزمة مياه حادة منذ سنوات، حيث يعاني السكان من ندرة المياه وصعوبة الحصول عليها. وتتجلى هذه المعاناة في مختلف الأحياء، حيث أصبحت الصهاريج الوسيلة الأساسية لتأمين المياه.

عبّر سكان من مختلف أحياء الحسكة عن استيائهم الشديد من تفاقم هذه الأزمة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. وقال عبدالله أبو ربيع، أحد سكان مدينة الحسكة، في تصريح لسوريا 24: «نحن أهالي الحسكة نعاني من انقطاع المياه بشكل مستمر، وأصبحنا نعمل طوال اليوم فقط لتأمين ثمن صهريج المياه».

صعوبة تعبئة الخزانات باستمرار

في العديد من أحياء الحسكة، تواجه صهاريج المياه صعوبة في تلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب كثرة الطلب وقلة الكميات المتاحة. ويشير السكان إلى أن الخزانات العامة تُملأ أحيانًا بشكل غير منظم وغير عادل، حيث تمتلئ بعض الخزانات في أحياء معينة بشكل دوري، بينما تعاني أحياء أخرى من نقص دائم. وأوضح أحمد عطية، من سكان حي تل حجر، لسوريا 24: «منذ أكثر من سنتين لم تصلنا مياه من محطة علوك، ونعتمد على صهاريج المياه رغم غلاء أسعارها».

استغلال أسعار المياه من قبل أصحاب الصهاريج

يتعرض الأهالي لاستغلال من قبل بعض أصحاب الصهاريج الذين يرفعون الأسعار مستغلين حاجتهم الماسة للمياه. وأكد السكان أن تكاليف المياه باتت تستهلك جزءًا كبيرًا من دخلهم الشهري، مما يزيد من أعبائهم المعيشية. وفي هذا السياق، قال أبو محمد، البالغ من العمر 44 عامًا، لسوريا 24: «كل شارع فيه خزان أو خزانين يمتلئان ثم يفرغان بسرعة، ونعود نلاحق أصحاب الصهاريج من جديد والمسؤولين عن تعبئتها».

الحاجة إلى حلول مستدامة

يطالب السكان بإنشاء محطات تصفية مائية وحفر آبار جديدة تعمل على تزويد الخزانات بشكل مستمر وعادل بين جميع الأحياء. ويرى الأهالي أن على الجهات المسؤولة النظر بجدية إلى هذا الملف، خاصة وأن بعض الأحياء لم ترَ المياه منذ أشهر طويلة.

خلفية عن أزمة مياه علوك

تعاني الحسكة من انقطاع المياه من محطة علوك منذ أواخر عام 2019 بسبب التوترات السياسية والعسكرية. إذ توقفت المياه بشكل متكرر بسبب خلافات الأطراف المسيطرة على المحافظة، مما أدى إلى حالة عطش مزمن. كما أن طبيعة المياه الجوفية المالحة في المنطقة تعقد من بدائل الحفر التقليدية للآبار، إذ لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر مستدام. ورغم وجود بعض المحاولات لحفر آبار سطحية، فإن أغلبها يجف بسرعة أو يكون مالحًا وغير صالح للشرب.

تبقى أزمة المياه في الحسكة قضية إنسانية ملحة تتطلب حلولًا مستدامة وجادة من قبل الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية لضمان تأمين حق السكان بالمياه النظيفة على نحو مستمر وعادل.

مشاركة المقال: