الأحد, 20 أبريل 2025 11:26 AM

الدراما السورية في رمضان 2025: بين التألق والانتقادات.. هل حققت المسلسلات تطلعات الجمهور؟

الدراما السورية في رمضان 2025: بين التألق والانتقادات.. هل حققت المسلسلات تطلعات الجمهور؟

خاص || حصدت المسلسلات السورية التي عُرضت في الموسم الرمضاني 2025 تفاعلاً وأصداءً إيجابية، ولا تزال قيد تقييم المشاهدين والنقاد، خاصةً مع تنوعها بين الدراما الاجتماعية والكوميدية وأعمال البيئة الشامية والفانتازيا.

قراءة نقدية:

يرى الناقد الفني عامر فؤاد عامر، في حديثه مع "أثر"، أن هذا الموسم شهد تنوعاً ملحوظاً في الدراما السورية، حيث قُدّمت أعمال لاقت تبايناً في ردود الفعل. يعتبر مسلسل "البطل" الأفضل هذا الموسم، بفضل قصته المتماسكة وأدائه القوي وإخراجه المتقن. كما حظي مسلسل "تحت سابع أرض" بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل أداء تيم حسن المتميز. ويرى عامر أن هناك حرفية وإتقاناً في صناعة هذا العمل.

ويضيف أن مسلسل "نسمات أيلول" كان فسحة كوميدية خفيفة قُدّمت بطريقة لافتة ضمن بيئة جميلة وألوان مشرقة وتمثيل محبوب. أما مسلسل "ليالي روكسي" فيروي حكاية أول فيلم سوري صُوّر في دمشق، ويعد من أعمال البيئة الشامية التي تشير إلى غنى هذه البيئة بالحكايات والأسرار.

ويشير إلى أن مسلسل "قطع وريد" لفت الانتباه واستحسان المشاهدين، لكنه لم يحافظ على جمهوره بعد النصف الثاني من رمضان بسبب ضعف الحبكة الدرامية. ومسلسل "بدم بارد" جمع نجوماً مميزين بأداء لافت كالنجم وائل شرف. بينما لم تلقَ أعمال مثل "السبع والعهد وبنات الباشا" المتابعة المتوقعة.

الدراما الاجتماعية:

غلبت الدراما الاجتماعية هذا الموسم مقابل تراجع أعمال البيئة الشامية. يرى الناقد الفني "عامر" أن هناك شغفاً وجمهوراً متجدداً للأعمال الدرامية الاجتماعية، كما ظهر في العام الماضي مع مسلسلي "أغمض عينيك وتاج". ويعتبر أن تقليل أعمال البيئة الشامية أمر جيد، لأن المتلقي المحلي ملّ من إنتاجها، فهي موجهة أكثر للمتلقي العربي. ويستثني "ليالي روكسي" لأنه استخدم منطق حكاية ومجرى للأحداث يختلف عما روجت إليه أعمال البيئة الشامية التي تعتمد على الخيال والبعد عن الواقع.

أعمال الكوميديا:

يؤكد عامر أن الدراما السورية اشتهرت بتميزها في الأعمال الكوميدية، والتي غابت في مواسم سابقة. ويرى أن تجديدها هذا الموسم عبر "نسمات أيلول، وما اختلفنا2 ، ويا أنا يا هي" أمر جيد ويدل على تحسن المزاج الإنتاجي العام للدراما السورية. ويضيف أن ردود فعل الجمهور كانت جيدة بين مؤيد ومعارض لكل تجربة، وهي حالة صحية.

ويعتقد أن الأعمال الكوميدية السورية تحتاج إلى الاستمرارية، لأن الكوميديا مشروع يحتاج المتابعة، وليس تجربة في عمل واحد.

احتياجات الدراما السورية:

يرى عامر أن سؤال احتياجات الدراما السورية اليوم هو جوهر المشكلة، خاصةً بعد أن كانت مدرسة يُحتذى بها عربياً. ويقول إن النصوص تعاني من ضعف أو تكرار، حيث تدور الكثير من الأعمال في نفس الدوائر (البيئة الشامية، الحرب، الفساد) من غير تجديد حقيقي في الحبكة أو الشخصيات.

ويضيف أن التسويق ضعيف والتوزيع محدود، فالدراما السورية لا تصل لمنصات قوية بسهولة، وغالباً ما تُعرض على قنوات محدودة أو في توقيتات غير مدروسة. كما أن التمويل والإنتاج منخفضان، مما ينعكس على جودة الصورة والصوت والديكور وأجر الفنان.

ويؤكد أن الدراما السورية تحتاج إلى كتاب جدد وورشات كتابة محترفة، ودماء جديدة مثل الأصوات الشابة، وورشات كتابة تُشرف على تطوير النصوص بحرفية، وليس اجتهادات فردية أو نجم يفرض النص، والتعاون مع شركات عربية وخليجية أو منصات رقمية.

ويختتم حديثه بأن الدراما السورية تحتاج الآن إلى قيادة واعية واستثمار حقيقي وجرأة في الطرح لتعود وتتصدر.

يُشار إلى أن المسلسلات السورية عُرضت على قنوات ومنصات عربية مثل قنوات مجموعة mbc ومنصة شاهد، التي عرضت مسلسلي "البطل" و"تحت سابع أرض" و"نسمات أيلول". ومجموعة أبو ظبي عرضت مسلسلي "تحت الأرض" و"ليالي روكسي". والقنوات اللبنانية عرضت "تحت سابع أرض" و"السبع". أما القنوات العراقية فعرضت أعمال البيئة الشامية مثل "العهد وبنات الباشا" ومسلسل "قطع وريد".

مشاركة المقال: