في تطورات متسارعة، أعلنت وزارة الدفاع السورية فجر اليوم السبت عن تحديد موقع الاعتداء الذي استهدف أحياء سكنية في العاصمة دمشق مساء أمس، والذي أسفر عن إصابة مدنيين. جاء هذا الإعلان عقب تحقيقات مكثفة تضمنت العثور على أجهزة عسكرية وصفتها الوزارة بأنها بدائية، والتي استخدمت في الهجوم.
وفقًا لبيانات صادرة عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، تعرضت العاصمة دمشق مساء يوم الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر لاعتداء تمثل بسقوط صاروخين من نوع "كاتيوشا"، أطلقا من أطراف المدينة باتجاه الأحياء السكنية في منطقة المزة 86 ومحيطها. وأكدت الوزارة أن الهجوم أدى إلى "إصابة عدد من المدنيين" وإلحاق أضرار مادية في المكان.
تحقيقات فورية وتطورات
باشرت وزارة الدفاع بالتعاون مع وزارة الداخلية التحقيق في الحادث فور وقوعه، وأعلنت اليوم أن فريقًا عسكريًا متخصصًا تمكن، من خلال دراسة زوايا سقوط الصواريخ وتجميع بقاياها، من "اكتشاف مكان الإطلاق" في حي المزة نفسه، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على تأمين الموقع لاستكمال التحقيقات. كما نشرت وسائل إعلام محلية تسجيلًا مصورًا من موقع الاعتداء يظهر العثور على ما وُصف بـ "أجهزة عسكرية بدائية الصنع" استُخدمت في إطلاق الصواريخ.
نفي للشائعات
نفى مصدر أمني ما تداولته بعض المنصات حول وقوع خلل أثناء تدريبات للجيش أدى إلى الانفجار، مؤكدًا أنه نتج عن "استهداف مجهولين لمنزل في المنطقة، ما أدى إلى إصابة امرأة". من جهته، علق وزير الإعلام، حمزة المصطفى، على التسجيل المصور عبر منصة "إكس" قائلًا: "وزارة الدفاع تحدد مكان الإطلاق وتعثر على الأدوات البدائية المستخدمة قبل سوق العابثين إلى المحاكم.. وقريبًا".
من جانبه، أكد معاون وزير الإعلام لشؤون المحتوى، عبد الله الموسى، أن قوى الأمن والجيش تمكنت من تحديد مواقع منصات الإطلاق "خلال أقل من أربع ساعات"، معتبرًا أن هذا الإنجاز "يعكس تحولًا في إدارة الأزمات من خلال المأسسة والانضباط".
يذكر أن منطقة المزة 86 شهدت في الثالث من أيلول/سبتمبر الماضي انفجارًا ناتجًا عن عبوة ناسفة، اقتصرت أضراره آنذاك على الماديات وفقًا لتصريحات رسمية. وشددت وزارة الدفاع في بياناتها السابقة على أنها "لن تتوانى عن ملاحقة المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي"، وستتخذ "الإجراءات الرادعة بحق كل من يعبث بأمن العاصمة ويستهدف حياة السوريين واستقرارهم"، في حين لا تزال الجهات التي تقف خلف الهجوم مجهولة حتى الآن.