وصلت فرق "الدفاع المدني السوري" إلى مدينتي رأس العين وتل أبيض، كجزء من خطة استجابة تهدف إلى حماية المحاصيل الزراعية مع بداية موسم الحصاد في المنطقة. وقد استقبل المجلس المحلي في كلتا المدينتين فرق وآليات "الدفاع المدني"، وتم توزيعها على المناطق الزراعية في الريف بهدف التدخل السريع في حال اندلاع حرائق أو وقوع حوادث طارئة خلال موسم الحصاد الذي يشهد نشاطًا متزايدًا في هذه الفترة من السنة.
تُعد هذه المرة الأولى التي ينتشر فيها عناصر "الخوذ البيضاء" في المدينتين منذ سيطرة "الجيش الوطني السوري" عليهما في عام 2019، وهي خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من المزارعين وسكان المنطقة.
تزامنًا مع موسم الحصاد
في 13 من حزيران الحالي، دخلت الفرق بهدف دعم جهود حماية المحاصيل ومواجهة مخاطر الحرائق المتوقعة خلال هذه الفترة من العام. وقال قائد حملة الاستجابة في المدينتين، عبد الجبار جمعة، لعنب بلدي، إن التدخل جاء بالتنسيق بين إدارة الطوارئ ومنسقي المنطقة، وإن الهدف من الوجود الميداني هو حماية المحاصيل الزراعية التي تشكل مصدرًا رئيسًا لدخل الأهالي، خاصة مع ارتفاع خطر اندلاع الحرائق في هذه الفترة بسبب جفاف النباتات وزيادة النشاط الزراعي.
وأضاف أن الفريق المشارك يتكون من 34 متطوعًا مدربًا على التعامل مع حرائق المحاصيل، وتدعمهم أكثر من عشر آليات مجهزة بالكامل لضمان سرعة الاستجابة. وذكر أن العمل يتم وفق خطة شاملة تُدرس وتُنفذ على مراحل حسب الأولويات والموارد، بهدف تغطية كامل الأراضي السورية، بما فيها تل أبيض ورأس العين، وذلك عبر مراكز ثابتة لخدمات الطوارئ من بحث وإنقاذ وإطفاء، مع وجود يقتصر حاليًا فقط على موسم الحصاد.
تسهيلات من المجالس المحلية
قدّم مجلسا تل أبيض ورأس العين تسهيلات لفرق "الدفاع المدني"، شملت توفير مساكن للمتطوعين، وتأمين مواقع للآليات والمعدات، إلى جانب تيسير الحركة والدخول إلى الأراضي الزراعية لتسريع الاستجابة في حال حدوث أي حريق أو طارئ خلال موسم الحصاد. وقال رئيس المجلس المحلي في رأس العين، محمد حمزة، لعنب بلدي، إن المجلس المحلي في رأس العين قدّم كل التسهيلات المطلوبة لعمل فرق "الدفاع المدني" في رأس العين.
وأوضح أن إمكانيات المجلس المحلي محدودة من ناحية فرق "الدفاع المدني"، إذ يملك ثلاث سيارات خاصة بمديرية الإطفاء، وليس لديها القدرة على تغطية كل المنطقة، خصوصًا مع المساحات الزراعية الواسعة. وأضاف أن دخول فرق "الدفاع المدني"، خصوصًا في هذه الفترة، سيجعل الأمور أسهل، وخصوصًا في حال اندلاع حرائق مثل العام السابق. وأشار إلى أن المجلس المحلي يأمل بأن يشمل التعاون مستقبلًا إنشاء مراكز ثابتة لـ"الدفاع المدني السوري" في رأس العين، لتعزيز الجاهزية وتقديم خدمات الطوارئ بشكل دائم ومستقر.
من جانبه، قال مدير مكتب الإعلام بالمجلس المحلي في تل أبيض، متعب حسين، لعنب بلدي، إن المجلس قدّم جميع التسهيلات اللازمة لفرق "الدفاع المدني" التي وصلت إلى المدينة. وأضاف أنه تم تأمين المساكن والتجهيزات اللوجستية للفرق فور وصولها، لضمان مباشرتها العمل دون تأخير. وأشار حسين إلى أن المجلس المحلي على استعداد لتقديم كل ما يلزم من دعم وتسهيلات تقع ضمن مسؤولياته، بهدف حماية المحاصيل الزراعية في تل أبيض.
ويعتمد سكان مدينتي تل أبيض ورأس العين بشكل أساسي على الزراعة كمصدر رئيس للدخل، مما يجعل تأمين موسم الحصاد وحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق والطوارئ ضرورة ملحة للحفاظ على استقرارهم الاقتصادي. وكان إخماد الحرائق صعبًا في المدينتين نظرًا إلى قلة الإمكانيات، ومجاورة الأراضي لمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ووجود خطوط تماس تشهد اشتباكات وتوترات عسكرية مستمرة.