الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 01:58 AM

الذكاء الاصطناعي في التعليم: فرص لتطوير المهارات وتحديات أمام التفكير النقدي

الذكاء الاصطناعي في التعليم: فرص لتطوير المهارات وتحديات أمام التفكير النقدي

أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً لا يتجزأ من الحياة الأكاديمية للطلاب، حيث لم يعودوا بحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في البحث أو إعداد العروض التقديمية. فبكبسة زر، يمكنهم الحصول على المعلومات والملخصات المطلوبة. ووفقاً لاستطلاع أجراه مركز «بيو» للأبحاث عام 2024، استخدم 26% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً أدوات الذكاء الاصطناعي لإكمال واجباتهم المدرسية.

مزايا واضحة للتعلم

يرى خبراء التعليم أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على فتح آفاق جديدة للطلاب من خلال تقليل الوقت اللازم لإنجاز المهام الروتينية، مما يمنحهم مساحة أكبر للإبداع. كما يمكنه تبسيط المفاهيم المعقدة والمساعدة في التعامل مع كميات هائلة من البيانات وتنظيمها.

مخاطر كامنة و"كسل معرفي"

في المقابل، يحذر المختصون من الاعتماد المفرط على هذه الأدوات، معتبرين أن ذلك يضعف القدرات العقلية ويؤدي إلى ما يسمى بـ "الكسل المعرفي"، حيث يقل الدافع للتجريب والحل. كما يشيرون إلى ظاهرة "هلوسة الذكاء الاصطناعي" التي قد تنتج عنها معلومات خاطئة، مما يستلزم التحقق من مصادر أخرى.

وتبرز أيضاً مخاوف اجتماعية، إذ قد يتعامل بعض المراهقين مع برامج الدردشة كما لو كانت أشخاصاً حقيقيين، مما يشجع على استبدال العلاقات الإنسانية بأحاديث مع الآلة، ويؤثر سلباً في مهاراتهم الاجتماعية.

بين الحماية والانفتاح

يرى خبراء التربية أن عزل الطلاب عن أدوات الذكاء الاصطناعي لم يعد أمراً واقعياً في ظل انتشارها الواسع. لكن التحدي يكمن في تنظيم الاستخدام وتوجيهه. ومن بين التوصيات المطروحة:

  • استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس كحل نهائي.
  • مناقشة الأبناء حول أهداف التعلم وأهمية تنمية القدرات العقلية.
  • وضع قواعد وحدود واضحة للاستخدام.
  • منع مشاركة المعلومات الشخصية مع التطبيقات.

أدوات مساعدة فعالة

على الرغم من التحذيرات، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي إضافة إيجابية إذا استخدم بوعي، وذلك في مجالات مثل:

  • ترجمة النصوص للاطلاع على مصادر بلغات مختلفة.
  • تعلم اللغات عبر المحادثة التفاعلية.
  • تبسيط العلوم وشرح المفاهيم الصعبة.
  • المساعدة في البرمجة عبر شرح خطوات الحل.

الذكاء الاصطناعي في التعليم يشبه سلاحاً ذا حدين: قد يكون جسراً نحو الإبداع والابتكار، أو أداة لإضعاف المهارات وتكريس الكسل. والفيصل في ذلك يبقى طريقة الاستخدام، ودور الأسرة والمعلمين في توجيه الأجيال نحو استثمار هذه التقنيات بأفضل صورة.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: