الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 02:27 PM

الذكاء الاصطناعي يغزو الانتخابات السورية: مرشحو البرلمان يستعينون بـ"تشات جي بي تي" في برامجهم الانتخابية

الذكاء الاصطناعي يغزو الانتخابات السورية: مرشحو البرلمان يستعينون بـ"تشات جي بي تي" في برامجهم الانتخابية

يشهد الترشح لعضوية مجلس الشعب تجربة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، سواء من حيث اختيار المرشحين والناخبين أو في طرح البرامج الانتخابية التي تبدو فريدة وتحمل بصمات السياسي المخضرم "تشات جي بي تي".

سناك سوري _ صوت انتخابي ضائع

على الرغم من أن الانتخابات المقبلة ليست مفتوحة لعموم الشعب للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم لمجلس "الشعب"، إلا أن هذه التجربة استثنت "الشعب" من اختيار مجلسه، وتكفلت القيادة الحكيمة بابتداع طريقة جديدة للتشكيل تتضمن تعيين "هيئة ناخبة" تضم المرشحين والناخبين معاً.

ومع ذلك، أصر المرشحون على طرح برامجهم الانتخابية، في إعلان واضح على أن صفحة الماضي قد طويت، وذلك الزمن الذي كان فيه المرشح يكتفي بمدح القائد وتأكيد ولائه للقيادة، دون الحاجة إلى وضع برنامج انتخابي يجذب المواطنين للتصويت له، لعلمه ضمناً أن وصوله للمجلس لا يرتبط بأصوات الناخبين بل بقرار القيادة العليا.

مقالات ذات صلة

  • الأحد, 28 سبتمبر 2025, 2:03 م
  • الأحد, 21 سبتمبر 2025, 2:11 م

لكن التجربة اليوم مختلفة عن الماضي، والمرشحون مصّرون على وضع برامج انتخابية، ولحرصهم على مواكبة التطور والحداثة ومعايشة التقدم غير المسبوق في المجال التقني استعانوا بالأخ "تشات جي بي تي" الذي أصبح صديق الملايين ومستودع أسرارهم ومعينهم على مشاكلهم، والمساعد الأول حين يجد الإنسان نفسه في موقفٍ لا يعرف كيف يتصرف فيه لكنه محرج من أن يفتضح نفسه إن قال لا أعرف، ليأتي دور "تشات جي بي تي" الساحر الذي تسأله حاجتك فيجيبك مثل مارد المصباح “شبيك لبيك”.

حداثة التجربة ربما دفعت بعض المرشحين للاستعانة بـ "تشات جي بي تي"، لكن المفاجأة أن البرامج الانتخابية تحولت إلى ما يشبه عدة أشخاص أجروا العملية ذاتها عند طبيب التجميل نفسه، فأصبحوا متشابهين إلى حدٍّ بعيد يكاد يصل للتطابق.

ولكن حتى وإن كانت البرامج تحمل روح كاتبها الواحد وتظهر فيه بصماته وأسلوبه، فالعبرة ليست هنا، بل في تطبيق هذه الوعود ومصداقية النائب في سعيه لتحقيق ما أورده في برنامجه الانتخابي، وربما ستصبح المهمة أسهل في حال توحد النواب على الأهداف ذاتها وسعوا لتحقيقها فعلاً، إلا إن كان النواب سيوكلون مهمة التنفيذ أيضاً لـ"تشات جي بي تي".

ولأن المواطن السوري يتمتع بذكاء فطري فقد لجأ للوسيلة ذاتها وسأل "تشات جي بي تي" عن كيفية محاسبة النواب إن لم يحققوا وعودهم، مع الإشارة إلى أنه لم ينتخبهم ولم يمنحه الإعلان الدستوري أي وسيلة في سحب الثقة عنهم، ولا يمكنه تهديدهم بعدم انتخابهم مجدداً لأنه لا يضمن أن يعيش ليومٍ ينتخب فيه فعلاً بحريته الكاملة أعضاء مجلس "الشعب"، إلا أن "تشات جي بي تي" أبدى عجزه أمام الإجابة واعتذر بشدة مستخدماً عبارة “خود حسبك الله”.

الوسوم

مشاركة المقال: