الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025 02:44 AM

الذهب يقترب من 5000 دولار للأونصة: ما الأسباب وهل يفقد السيطرة؟

الذهب يقترب من 5000 دولار للأونصة: ما الأسباب وهل يفقد السيطرة؟

شبكة أخبار سوريا والعالم/ دمشق- عبد قتلان: تشهد أسواق الذهب العالمية اضطرابات حادة وارتفاعات قياسية في الأسعار، مما يثير تساؤلات حول إمكانية وصول سعر الأونصة إلى 5000 دولار، واحتمالية فقدان السيطرة على السوق.

في بداية عام 2025، كان سعر أونصة الذهب حوالي 2620 دولارًا، وتوقعت المؤسسات المالية أن يصل السعر إلى 2800 دولار بنهاية العام. لكن الارتفاع تجاوز التوقعات بنحو 50% خلال أقل من عام، متخطيًا حاجز 4000 دولار للأونصة، وهو مستوى لم يسجل منذ نصف قرن.

خلاف ترامب والفيدرالي يشعل الأسواق: يرجع خبراء الاقتصاد هذا الصعود الحاد إلى عوامل متداخلة، منها المواجهة العلنية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بسبب مطالبة ترامب بتخفيض أسعار الفائدة، بينما يصر الفيدرالي على إبقائها بين 4.25% و4.50% للحفاظ على استقرار السوق.

أدى رفض الفيدرالي لتدخلات ترامب ومحاولاته للتأثير على أعضائه إلى حالة من الفوضى وفقدان الثقة في الأسواق، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.

تدفقات ضخمة نحو صناديق الذهب: وفقًا للبنوك الأمريكية، بلغت تدفقات الاستثمار في صناديق الذهب حوالي 15 مليار دولار خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة، لترتفع قيمة الاستثمارات الإجمالية في بورصة الذهب الأمريكية إلى 70 مليار دولار منذ بداية العام. هذا التحول أثر على أسواق الأسهم التي شهدت انخفاضات حادة.

البنوك المركزية تكدّس الذهب: لم يقتصر الإقبال على المستثمرين، بل امتد إلى البنوك المركزية التي واصلت شراء الذهب بكميات ضخمة خلال السنوات الثلاث الماضية، تجاوزت 3000 طن منذ عام 2022. يشكل الذهب اليوم نحو 25% من إجمالي احتياطات البنوك المركزية عالميًا، وفي بعض الدول تصل نسبته إلى 46%.

الأزمات العالمية تزيد الطلب: تتزامن هذه التطورات مع أزمات سياسية واقتصادية في دول كبرى. فرنسا تشهد عدم استقرار سياسي وأزمة مالية خانقة بعد تجاوز الدين العام 3 تريليونات دولار. في اليابان، فوز ساناي ناكاغاوا برئاسة الحزب الحاكم أثار مخاوف من توسع السياسات النقدية وزيادة التضخم.

فوضى مالية… وذهب بلا سقف: اجتمعت هذه العوامل لتخلق حالة من الجنون في أسواق الذهب. حالة الغموض في السياسات المالية، خصوصًا في الولايات المتحدة، جعلت الذهب الخيار الأكثر أمانًا. ويرى محللون أن استمرار هذه الظروف قد يدفع الذهب إلى 5000 دولار للأونصة.

مؤامرة اقتصادية أم خطة لإعادة تشكيل النظام المالي؟ تطرح دراسات تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التطورات جزءًا من خطة أمريكية لرفع سعر الذهب وإعادة تقييم الاحتياطي الذهبي الأمريكي لخفض الدين العام الذي تجاوز 37 تريليون دولار. وتشير تقارير إلى أن واشنطن قد تصدر عملة رقمية رسمية مدعومة من الفيدرالي الأمريكي.

في حال تحقق هذا السيناريو، قد يؤدي ذلك إلى هبوط حاد في أسعار الذهب مستقبلًا وانهيار العملات الرقمية المشفرة غير المدعومة من البنوك المركزية.

مشاركة المقال: