الخميس, 25 سبتمبر 2025 12:16 AM

الرئيس الشرع في الأمم المتحدة: رؤية سورية للاستقرار والانفتاح الدبلوماسي تتصدر المشهد

الرئيس الشرع في الأمم المتحدة: رؤية سورية للاستقرار والانفتاح الدبلوماسي تتصدر المشهد

نيويورك-سانا: أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل منعطفاً تاريخياً هاماً لسورية، وتعكس عودتها إلى مكانتها الطبيعية بين دول العالم بعد سنوات من العزلة.

وفي مقابلة مع قناة العربية الحدث، أوضح الوزير المصطفى أن خطاب الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة سيتضمن رسائل متعددة، أبرزها استعادة سورية لدورها المحوري بعد فترة استثنائية، واعتراف المجتمع الدولي بأهمية الدور الريادي والإقليمي لسورية الجديدة.

كما أشار إلى أن الخطاب سيركز على دعامتين أساسيتين في السياسة السورية، داخلياً وخارجياً، وهما الاستقرار والتنمية الاقتصادية، مؤكداً أن سورية تعمل بنشاط على تعزيز الحراك الدبلوماسي، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السوري إلى واشنطن بعد غياب دام 25 عاماً، بهدف تطوير الجهود الرامية إلى رفع ما تبقى من العقوبات المفروضة.

وأكد المصطفى أن الخطاب سيسلط الضوء على الدور الجديد لسورية، القائم على الانفتاح على محيطها العربي والإقليمي، وإقامة علاقات طبيعية مع مختلف دول العالم، مما يعكس تحولها من مصدر للأزمات إلى عنصر فاعل في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وبين وزير الإعلام أن خطاب الرئيس الشرع سيقدم توصيفاً دقيقاً للأحداث التي شهدتها السنوات الأخيرة، حيث فشلت المقاربات الدولية في التوصل إلى حل سياسي بسبب أوجه القصور فيها، بينما تمكن الشعب السوري من تحرير بلاده بجهوده الذاتية.

وأوضح المصطفى أن الزيارة تأتي في سياق بروتوكولي لتعزيز حضور سورية في المحافل الدولية بعد سنوات من الغياب، مؤكداً أن الحكومة السورية تسعى من خلالها إلى حشد الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار في البلاد، والتركيز على قضية العقوبات التي فُرضت نتيجة لسياسات النظام السابق، والتي لم يعد هناك ما يبرر استمرارها.

وأضاف المصطفى: "إن سورية لا تطرح نفسها كدولة تبحث عن المساعدات أو القروض، بل تطالب فقط باستعادة وضعها الطبيعي بعيداً عن الظروف الاستثنائية"، مشيراً إلى أن رفع العقوبات يمثل شرطاً أساسياً لنجاح عملية إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.

وكشف وزير الإعلام أن برنامج الرئيس الشرع في نيويورك يتضمن سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية والإعلامية التي تهدف إلى تعزيز انفتاح سورية على العالم، بما في ذلك مشاركته في قمة "كونكورديا" وحواره مع الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد باتريوس، الذي يمثل مفارقة لافتة، حيث جمع بين من كانوا على طرفي النقيض في السابق على طاولة الحوار اليوم.

وأكد المصطفى أن صورة سورية الجديدة لم تعد مرتبطة بالدمار والأزمات كما كانت في عهد النظام السابق، بل يسعى الرئيس الشرع من خلال سياساته خلال الأشهر التسعة الماضية إلى تقديم نموذج مختلف يعكس مساراً إصلاحياً وتنموياً.

وأشار المصطفى إلى أن النهج السوري الحالي يقوم على الدبلوماسية الشاملة وعدم تشكيل تهديد لأي دولة مجاورة، والتركيز على التنمية ورفاهية الشعب، بالتوازي مع تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة والأوروبيين، مما أتاح إطلاق مفاوضات غير مباشرة وصولاً إلى لقاءات مباشرة.

واختتم وزير الإعلام بالتأكيد على الموقف السوري الثابت من الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثل بالالتزام باتفاق فصل القوات لعام 1974 أو اتفاق مماثل له، مشدداً على ضرورة انسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضي التي احتلتها بعد الثامن من كانون الأول، ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تجاوزت الـ 400 توغل، وذلك في إطار المساعي الدبلوماسية السورية لحشد الدعم العربي والدولي لمنع تحول المنطقة إلى ساحة مواجهة جديدة.

مشاركة المقال: