الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 01:12 AM

الرئيس الشرع يخاطب الأمم المتحدة: سوريا تعود إلى الساحة الدولية بخطة للمصالحة ورفع العقوبات

الرئيس الشرع يخاطب الأمم المتحدة: سوريا تعود إلى الساحة الدولية بخطة للمصالحة ورفع العقوبات

توجّهت أنظار السوريين، داخل البلاد وخارجها، نحو نيويورك، حيث ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إيذانًا بمرحلة جديدة لسوريا بعد سنوات من العزلة والانقسام.

عودة سوريا إلى المجتمع الدولي

أكد الشرع في خطابه عودة سوريا إلى مكانتها بين دول العالم، مشيرًا إلى أن معاناة السوريين كانت معركة من أجل العدالة والحرية والكرامة. واستعرض مسار "الحكاية السورية" منذ "الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق وحتى سقوطه في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024"، مؤكدًا انتصار الشعب السوري بعد أربع عشرة مرحلة من النضال. كما قدم "خارطة طريق" للمرحلة المقبلة، ترتكز على المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، والتحضير لانتخابات مجلس الشعب القادمة.

أهمية الكلمة في المحفل الدولي

قال الدكتور سامر الصفدي، عضو التحالف السوري الأميركي للسلام والازدهار، لمنصة سوريا 24: "كانت اليوم كلمة تاريخية للسيد الرئيس أحمد الشرع، بعد خمسين عامًا من الانقطاع عن وجود سوريا في هذا المحفل الدولي الهام... علّق فيها على الإنجازات التي حققها الشعب السوري خلال مرحلة دامت أربع عشرة سنة من النضال، إلى أن ظهر الحق وانهار النظام البائد". وأضاف أن الشرع تطرق إلى الخطط المستقبلية لسوريا والانتخابات القادمة لمجلس الشعب، وأهداف المساواة والعدالة الانتقالية.

رفع العقوبات كأولوية

تطرق الشرع إلى العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا أن رفعها "بشكل شامل وكامل وغير مشروط" يشكل مدخلًا أساسيًا لإعادة الإعمار وجذب الاستثمارات. وأوضح الصفدي أن الشرع ركز على هذا الملف، مؤكدًا أن "العقوبات الحالية، ولا سيما تلك التي يفرضها الكونغرس الأميركي، تمثل عائقًا أمام دخول الشركات الكبرى إلى السوق السورية وبدء عمليات الاستثمار".

تقدير للدول الداعمة

وجه الشرع الشكر إلى الدول التي ساندت السوريين، وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية ودول الخليج، معتبرًا أن "هذا الدعم لعب دورًا أساسيًا في صمود الشعب السوري". وشدد الصفدي على أن لحظة الخطاب "كانت بالغة الأهمية، إذ بعثت كلمته الأمل والتفاؤل في قلوبهم".

الملف الإسرائيلي في صدارة الاهتمام

قال الدبلوماسي السابق بسام بربندي لمنصة سوريا 24، إن كلمة الشرع "كانت مهمة جدًا، ولا سيما أنها طرحت موضوعًا في غاية الحساسية، وهو الملف الإسرائيلي". وتطرق الشرع إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد سوريا، موضحًا أن "السياسات الإسرائيلية تسعى إلى استغلال المرحلة الانتقالية بما يعرّض المنطقة لصراعات جديدة". وأكد أن سوريا "تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة، وتتعهد بالتزامها باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانبها لمواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة أراضيها".

انعكاسات الخطاب على الداخل والخارج

كان خطاب الشرع موجهًا إلى المجتمع الدولي والسوريين على حد سواء، لإثبات قدرة سوريا على فرض حضورها، وأنها ليست مجرد "دولة خارجة من حرب"، بل دولة تضع أسس مرحلة جديدة قائمة على المصالحة الوطنية والانفتاح الخارجي. كما أن الحديث عن رفع العقوبات والانفتاح على الاستثمارات الأجنبية يهدف إلى إرسال رسائل طمأنة للمجتمع الدولي، وخصوصًا الشركات الغربية، بأن سوريا تتجه إلى الاستقرار، وأن فرص العمل والإعمار ستكون متاحة.

مثّل خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة محطةً فارقة، حملت رسائل سياسية واقتصادية وأمنية. وبينما يترقّب السوريون والمجتمع الدولي ترجمة هذه الوعود على الأرض، يظلّ رفع العقوبات، وإطلاق المصالحة الوطنية، والتهيئة للاستثمار الخارجي، الاختبار الحقيقي لمرحلة ما بعد الكلمة.

مشاركة المقال: