الخميس, 25 سبتمبر 2025 07:19 PM

الرئيس الشرع يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80 بنيويورك

الرئيس الشرع يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80 بنيويورك

ألقى الرئيس أحمد الشرع كلمة أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تناول فيها الوضع في سوريا وتطلعات الشعب السوري.

استهل الرئيس الشرع كلمته بالتأكيد على أن "الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، حكاية صراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله، والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير، حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وتمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة".

وأشار إلى أن "سوريا، مهد الحضارات وعاصمة التاريخ، علّمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي، غير أنها وقعت منذ 60 عاماً تحت وطأة نظام ظالم". وأوضح أن الشعب السوري "صبر لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار منادياً بحريته وكرامته، فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير".

كما ذكر أن "النظام السابق استخدم أبشع أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتعذيب في السجون والتهجير القسري وأثار الفتن الطائفية والعرقية واستخدم المخدرات سلاحاً ضد الشعب والعالم، ومزق بلادنا طولاً وعرضاً وهدّم أهم حواضر التاريخ فيها، واستقدم قوات أجنبية وعصابات وميليشيات من أصقاع الأرض، وارتهن بلادنا الجميلة، وقتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر نحو 14 مليون إنسان وهدّم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها".

وأكد الرئيس الشرع أن "الشعب الضعيف استُهدف بالأسلحة الكيميائية بأكثر من 200 هجوم موثق"، وأن "النظام فعل كل ذلك ليسكت صوت الحق، ومع كل هذا الإجرام أنهى أي لغة سياسية للحل".

وأوضح أنه "ما كان أمام الشعب إلا أن ينظم صفوفه وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف، مواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت لـ 60 عاماً مع كل داعميه، عمل عسكري كان ملؤه الرحمة والخير وتغليب العفو والتسامح، معركة لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني، توّجت بنصر لا ثأر فيه ولا عداوات، واستعاد الشعب فيها حقه".

وأضاف: "لقد انتصرنا في المعركة للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسراً، لأمهات الشهداء والمفقودين، انتصرنا لكم جميعاً أيها العالم. سوريا تحولت بهذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها".

وحذر من أن "الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي الحاصل دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية، سعياً لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد".

وأشار إلى أن "الدولة السورية عملت على تشكيل لجان لتقصي الحقائق، ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك، وخلصت إلى نتائج متماثلة في شفافية غير معهودة في سوريا، وإنني أتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة".

وتطرق إلى "التهديدات الإسرائيلية ضد بلادنا"، مؤكداً أن "السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، ما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي".

وأكد أن "سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة، وتتعهد بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها لمواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية".

وأوضح أن "سوريا وضعت منذ لحظة سقوط النظام سياسة واضحة الأهداف تقوم على عدة ركائز، الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية"، وأنها "عملت على ملء فراغ السلطة، ودعت إلى حوار وطني جامع، وأعلنت عن حكومة ذات كفاءات، وعززت مبدأ التشارك، وقامت بتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين".

وأكد أن سوريا "ماضية في انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي، وأعادت هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة".

وأشار إلى أن "سوريا استعادت بعلاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية توّجت برفع معظم العقوبات تدريجياً عن سوريا، وإننا نطالب برفعها بشكل كامل حتى لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد".

وأكد أن سوريا "عدلت قوانين الاستثمار، وبدأت كبرى الشركات الإقليمية والدولية بالدخول إلى السوق السورية والمساهمة من خلال الاستثمار في إعادة الإعمار".

واختتم الرئيس الشرع كلمته بالإعلان عن "انتصار الحق على الباطل"، مؤكداً أن "سوريا اليوم تعود إلى موقعها الذي تستحق بين أمم العالم".

وتوجه بالشكر إلى "كل من وقف مع قضية الشعب السوري، وأعانه في مأساته، واستقبله في بلده، وإلى كل دول العالم وشعوبها التي فرحت بانتصار إرادة الشعب السوري، وتقف اليوم إلى جانبه في مسيرة السلام والازدهار"، وخص بالشكر "تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وكل الدول العربية والإسلامية، والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي".

وأعرب عن "دعم سوريا لأهل غزة وأطفالها ونساءها، وباقي الشعوب التي تتعرض للانتهاك والاعتداء، وندعو لإيقاف الحرب فوراً".

مشاركة المقال: