الخميس, 21 أغسطس 2025 04:22 PM

الراموسة في حلب: نقص الخدمات يعيق عودة المنطقة الصناعية إلى سابق عهدها

الراموسة في حلب: نقص الخدمات يعيق عودة المنطقة الصناعية إلى سابق عهدها

نور الدين عمر – نورث برس

على الرغم من التعافي التدريجي الذي تشهده منطقة الراموسة الصناعية في حلب، شمال سوريا، والتي لطالما اشتهرت بأهميتها ومكانتها البارزة في المدينة، إلا أن النقص الحاد في الخدمات الأساسية، مثل النظافة والكهرباء والمياه، بالإضافة إلى محدودية وسائل النقل العامة، يقف عائقاً أمام استعادة المنطقة لمكانتها التي كانت عليها قبل الحرب التي استمرت لأكثر من 13 عاماً.

عانت منطقة الراموسة من دمار واسع النطاق خلال سنوات الحرب، مثلها في ذلك مثل معظم المناطق الشرقية في حلب، مما أدى إلى تدهور مكانتها وأهميتها الصناعية. ومع ذلك، بعد سقوط النظام السابق، عاد بعض الصناعيين لافتتاح ورشهم واستئناف أعمالهم في الراموسة، التي كانت وجهة رئيسية لسائقي السيارات في حلب.

تحديات الكهرباء والمياه

يقول وائل دوبا (25 عاماً)، وهو أحد الصناعيين في منطقة الراموسة، إن "من أبرز التحديات التي تواجهنا هي مشكلة الكهرباء، فعلى الرغم من توفر التيار الكهربائي بشكل مستمر تقريباً طوال أيام الأسبوع، إلا أن تكلفتها تشكل عبئاً كبيراً على العمال والورش الصغيرة. فالأسعار المرتفعة للكهرباء تجعل تشغيل المعدات والآلات مكلفاً، مما يؤثر سلباً على تكلفة صيانة السيارات ويرفع الأسعار النهائية بالنسبة للزبائن".

كما يشكل غياب إنارة الشوارع بعد غروب الشمس "عائقاً كبيراً أمام العمل في المساء، حيث يعتمد العديد من الحرفيين والصناعيين على الأوقات المسائية لإنجاز أعمالهم، مما يؤثر سلباً على الإنتاجية".

ويضيف دوبا أن توفر المياه محدود أيضاً، حيث "تصل المياه إلى المنطقة كل ثلاثة أو أربعة أيام ولمدة قصيرة جداً"، موضحاً أن مشكلة المياه تعد من "أكثر المشاكل حدة، لأن معظم الأعمال الصناعية في صيانة السيارات تعتمد بشكل أساسي على المياه، سواء في التنظيف أو تشغيل بعض المعدات".

صعوبات في المواصلات

تمثل المواصلات تحدياً آخر للعاملين في المنطقة الصناعية، حيث يشير دوبا إلى أن "وسائل النقل العام المتوفرة إلى المنطقة غير كافية وتخضع لقيود زمنية تحد من حركة الأفراد بعد وقت معين، خاصة وأن العمل يمتد إلى ساعات متأخرة".

ويضيف أن "قلة حافلات النقل الداخلي وارتفاع أجرة سيارات الأجرة يزيد من الأعباء على العاملين والزبائن على حد سواء، ويقلل من فرص تسويق الخدمات الصناعية في المنطقة. هذا النقص في وسائل النقل يعيق كذلك توفير الأيدي العاملة المتخصصة، حيث يجد الكثير من العمال الجدد صعوبة في الوصول إلى ورش العمل بسبب غياب أو ضعف وسائل النقل".

نقص المرافق والاتصالات

يقول الصناعي عبد الكريم فستق (40 عاماً)، الذي يعمل في صناعة جرارات الآليات الثقيلة في الراموسة، إن "المنطقة الصناعية تفتقر إلى مستوصف طبي يلبي احتياجات العمال والعاملات، وهذا الأمر يضع عبئاً كبيراً على الأفراد الذين يضطرون للذهاب لمسافات بعيدة لتلقي الخدمات الصحية".

ويضيف فستق أن هناك مشكلة في عدم توفر شبكة إنترنت مستقرة، وهو أمر أصبح ضرورياً في عصرنا الحالي ليس فقط للتواصل ولكن أيضاً لتنظيم الأعمال والتعاملات التجارية".

من جانبه، أكد طلال طالب (45 عاماً)، الذي يعمل في مهنة إعادة هيكلة المركبات في الراموسة، أن "المنطقة بشكل عام تعاني من نقص حاد في خدمات البلدية على الرغم من وجود عمالة متزايدة بشكل تدريجي في هذه المنطقة، ما يجعل من الصعوبة استقرارهم والعمل هناك".

ويشدد طالب على أن النقص في خدمات الكهرباء والنظافة والمياه وغيرها من الأمور الخدمية "سينعكس بشكل سلبي على البيئة المعيشية ويجعل المنطقة غير ملائمة للإقامة أو العمل".

تحرير: مالين محمد

مشاركة المقال: