تحولت شوارع مدينة الرقة إلى مكب نفايات مفتوح، حيث تتراكم أكوام القمامة في الأحياء السكنية والأسواق، ناشرةً روائح كريهة وجاذبة للحشرات والقوارض. وسط هذا المشهد المتردي، يغيب أي تحرك جاد لمعالجة هذه المشكلة الحيوية.
على الرغم من الشكاوى المتكررة، تعزو الجهات المسيطرة على المدينة تقاعسها إلى ضعف الإمكانيات، بينما يرى السكان أن الأمر وصل إلى حد الاستهتار بصحتهم وكرامتهم. تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، بات نتيجة حتمية لتكدس النفايات، بالإضافة إلى عودة ظهور مرض الليشمانيا بسبب البيئة الملوثة.
لا يقتصر الضرر على النفايات المتراكمة، بل يتفاقم بسبب الحرائق العشوائية التي تُشعل للتخلص منها، مما يزيد من تلوث الهواء ومعاناة مرضى الربو والجهاز التنفسي.
أكدت مصادر ميدانية أن المواطنين قدموا عشرات الشكاوى للمجالس المحلية، لكن دون جدوى. وتشير المصادر إلى وجود فساد مالي وإداري يعيق تخصيص ميزانيات لقطاع النظافة.
عبّر السكان عن استيائهم من الإهمال المتفشي، مطالبين بإشراك المجتمع المحلي في وضع خطط للنظافة والصحة البيئية.
يرى مراقبون أن حل هذه الأزمة يتطلب دورًا فاعلًا من الحكومة السورية، سواء باستعادة السيطرة الخدمية أو بإشراك المؤسسات المختصة. ويطالب الأهالي بتدخل فوري لإعادة تنظيم القطاع الخدمي، وتأمين المعدات والآليات اللازمة، وتفعيل حملات توعية صحية، لمنع تفاقم الأزمة التي تؤثر على جيل كامل.