الأحد, 20 أبريل 2025 10:59 AM

"السماق المر": رواية توثق نصف قرن من جرائم النظام السوري البائد بقلم حسيبة عبد الرحمن

دمشق-سانا: وسط حضور لافت من الكتاب والمثقفين والفنانين، وخاصة العائدين إلى سوريا بعد سنوات من الإبعاد القسري، احتفلت الأديبة حسيبة عبد الرحمن، المعتقلة السابقة في سجون النظام، بتوقيع روايتها الجديدة "السماق المر" في مقهى الروضة بدمشق.

وفي تصريح لـ سانا الثقافية، عبرت الأديبة عن سعادتها قائلة: "بعد سنوات من الكتابة السرية، كمنشور سياسي لا يمكن توزيعه علنًا، أتمكن اليوم، وفي لحظة استثنائية، من توقيع رواية بشكل علني.. إنه حلم لا يصدق".

هذا الحلم تجسد في "السماق المر"، الصادرة عن دار نينوى، والتي تؤرخ لمرحلة سياسية كاملة انتهت بإسقاط النظام البائد، حيث تمكنت الكاتبة من التعبير عن أفكارها بصوت مسموع وتوقيعها بقلم حر في قلب دمشق.

تعتمد الرواية على رمزية "السماق"، النبات الجبلي الذي ينمو في منطقة الساحل، حيث نسجت حوله الأديبة حكاية تمزج بين الأسطورة والواقع. وتوضح أن ولادة حافظ الأسد حملت بعدًا خياليًا، حيث وُلد وعلى كتفه قرن "سماق"، ما دفع أحد العرافين المغاربة للتنبؤ بمستقبله. ظل "السماق" يلازم فكره حتى بعد استلام السلطة، محاولًا زراعته في قاسيون دون جدوى.

تحول "السماق"، وفق الكاتبة، إلى مرآة يراجع من خلالها الأسد تاريخه، ويزور أشجاره كل عام، ويراقب لونها كلما بهُت. هذه الرمزية أصبحت مدخلًا للغوص في سيرة الديكتاتور، والمرحلة التي سبقت وفاته. كل شخصية في الرواية تسير في خط سردي يشير إلى عنف السلطة، ودموية المسيرة التي اتبعها الأسد منذ وصوله إلى السلطة وحتى جنازته، مع بانوراما من كل التيارات والقوى السياسية التي دمرها.

من جهته، أكد الكاتب والمترجم ثائر ديب أن ظاهرة أدب السجون ارتبطت بالنظام البائد، وأنه من الضروري الانتهاء من هذه المرحلة وتنظيف سجون السياسة والرأي إلى الأبد.

المترجم عبد الله فاضل لفت إلى أن أدب السجون في سوريا غني بأدباء كتبوا عن تجربتهم مع الاعتقال، وأن رواية "الشرنقة" للكاتبة حسيبة من أوائل ما كتب في هذا المجال، أما رواية "السماق المر" فقد كتبت فيها قصة سجانها الديكتاتور حافظ الأسد، منوهًا بأهمية توقيت إصدار الرواية حيث يعكس تحرر السوريين من الخوف وخلاصهم من حالة الاعتقال، ودخولهم مرحلة جديدة صار بإمكانهم فيها الحديث بكل حرية وكرامة عن أوجاعهم وآلامهم وتاريخهم وهواجسهم ومخاوفهم وطموحاتهم.

يُشار إلى أن الكاتبة حسيبة عبد الرحمن بدأت نشاطها السياسي المعارض للنظام عام ١٩٧٤، واُعتقلت لأول مرة عام ١٩٨٠، ثم تعرضت لعدة حالات اعتقال ما بين أعوام ١٩٨٧ و١٩٩٥، ثم أُفرج عنها ومُنعت من السفر، قبل أن تنجح في السفر لأوروبا عام ٢٠٠١. صدر لها عدة روايات سياسية منها "الشرنقة" التي تروي تجربتها في المعتقل، ومجموعة "سقط سهواً" القصصية، ورواية "تجليات جدي الشيخ المهاجر" حول الموروث الشعبي.

مشاركة المقال: