الخميس, 1 مايو 2025 09:36 PM

السويداء تشتعل: هجوم مسلح يثير الفتنة الطائفية ونزوح جماعي للأهالي

السويداء تشتعل: هجوم مسلح يثير الفتنة الطائفية ونزوح جماعي للأهالي

شهد ريف السويداء الغربي والشمالي حركة نزوح كبيرة، خاصة بين النساء والأطفال، هربًا من هجوم مسلح استهدف المنطقة، وسط أنباء عن وقوع إعدامات ميدانية.

الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة تمركزت مساء أمس على أطراف قرية الصورة الكبيرة بدأ بقصف بقذائف الهاون والآر بي جي، وحوصرت القرية من جهة الشمال. حاولت فصائل القرية التصدي للهجوم، لكن كثافة المسلحين أدت إلى دخولهم القرية. ووفقًا لمصادر محلية، نُفذت عمليات إعدام داخل القرية، بالإضافة إلى تضرر الممتلكات العامة.

أدى الهجوم إلى نزوح أعداد كبيرة من النساء والأطفال باتجاه مدينة شهبا، واستمر النزوح لعدة ساعات، إلى أن تمكنت فصائل السويداء من الوصول وتقديم الدعم وصد المسلحين الذين انسحبوا تحت ضغط النيران بعد العاشرة ليلاً. أسفرت الاشتباكات عن سقوط حوالي 40 ضحية من المدنيين، وفقًا لمصادر محلية.

أفادت مصادر أهلية من قرية الصورة بأن المجموعات المهاجمة هتفت بعبارات طائفية وتهديدات تؤكد الهدف من الهجوم، والذي يشبه الشعارات التحريضية التي أطلقت في الساحل السوري ضد الأقليات.

في الريف الغربي، تسللت مجموعة من السيارات التابعة للمهاجمين إلى قرى "رساس كناكر عرى"، مما أثار الرعب بقصف عشوائي وخلق حالة من التوتر. ردت الفصائل المحلية على مصادر النيران في محاولة لمنع تمركز المهاجمين، واستمر الهجوم لعدة ساعات حتى انسحب المهاجمون.

عاشت قرى الريف الغربي ساعات من التوتر بسبب سقوط قذائف هاون من جهة الغرب من قبل جماعات مجهولة. يذكر أن قرى "الدارة" وقرى "حوران" أصدرت بيانات تدعو إلى السلم الأهلي وعدم التعاون مع الجماعات المسلحة.

مع تطور الأحداث في السويداء، أصدر المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ "حكمت الهجري"، بيانًا قال فيه إن ما تتعرض له السويداء اليوم هو تكرار لتجارب دامية عاشها السوريون في مناطق أخرى، وأضاف أن «طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب قضت عليه المجازر، ونعيش اليوم تجربة الساحل بكل تفاصيلها الدامية، لذلك نطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحفظ السلم».

شهدت السويداء هجومًا مماثلاً لكن أقل حدة يوم الثلاثاء، بالتزامن مع توترات أمنية في ريف دمشق، وقبلها في جرمانا بسبب تسجيل صوتي تحريضي مسيء للرسول "محمد"، قيل إن صاحبه أحد أهالي السويداء الذي نفى صلته بالتسجيل لاحقًا، بينما قالت وزارة الداخلية إنها تتابع تحقيقاتها حول الأمر.

يتعرض أهالي السويداء كذلك في أشرفية صحنايا لتحريض طائفي كبير وخطاب كراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما بدأت تنتشر العديد من الفيديوهات التي توثق الانتهاكات بحق المدنيين والأسرى.

مشاركة المقال: