السبت, 3 مايو 2025 09:20 PM

السويداء على صفيح ساخن: توترات أمنية، تدخلات خارجية، وغارات إسرائيلية تزيد الأوضاع تعقيداً

السويداء على صفيح ساخن: توترات أمنية، تدخلات خارجية، وغارات إسرائيلية تزيد الأوضاع تعقيداً

تشهد محافظة السويداء تطورات أمنية متسارعة وسط حالة من الترقب الشعبي والانقسام في الآراء حول مستقبل المحافظة. وقال ناشط سياسي في المدينة لموقع “سوريا 24” إن “الوضع لا يزال قلقاً، والرؤى متباينة، فيما لم يُسجّل حتى الآن انتشار فعلي للأمن العام داخل أحياء المدينة”، مضيفاً أن “الشارع يشهد انقساماً واضحاً في تقييم التحركات الأخيرة، في ظل استمرار الغموض حول المسار القادم”.

في غضون ذلك، نقلت وكالة سانا عن مصدر أمني في السويداء أن “مجموعات مسلحة هاجمت عدداً من الحواجز الأمنية المنتشرة في محيط المدينة، ضاربةً عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل يوم أمس”. وأضاف المصدر: “نحذّر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق، والذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة ومدينة السويداء على وجه الخصوص”. وأوضح أن “وزارة الداخلية، ممثلةً بالقوى الأمنية المنتشرة في المحافظة، ستسعى إلى تأمين المدينة تنفيذاً للاتفاق المبرم، ولن تتهاون مع من يحاول زعزعة الاستقرار”.

وفي السياق نفسه، قال مصدر عسكري حكومي  لمنصة “سوريا 24” إن “جزءاً من الفعاليات المحلية ينسق مع الدولة، بينما تضع أطراف أخرى عراقيل وتقوم بتحصينات وتلغيم محيطها”. وأضاف أن “القوات النظامية تنتشر حالياً على الحدود الإدارية وفي بعض القرى داخل المحافظة بالتنسيق مع وجهاء محليين”، مشدداً على أن “الوضع يتطلب تعاوناً كاملاً لتفادي التصعيد”.

وفي تصريحات إعلامية لقناة الجزيرة، قال ليث البلعوس، القيادي في حركة “رجال الكرامة”، إن “عصابات خارجة عن القانون اعتدت على بعض أبناء السويداء”، مشيراً إلى قرار الحركة بتفعيل الضابطة العدلية من أبناء المحافظة. وأضاف أن “رجال الكرامة” يطالبون بردع العصابات المسلحة وضبط الحدود الإدارية، مؤكداً رفضهم للطائفية وتمسكهم بوحدة سوريا.

من جانبه، قال محافظ السويداء مصطفى بكور في تصريحات إعلامية، إن “قوات الأمن دخلت المدينة بعد نداءات استغاثة وبالتنسيق مع الأهالي”، مؤكداً أن “معظم أبناء المحافظة متعاونون مع الحكومة”، وأن “البيان الصادر مؤخراً أكد رفض التقسيم والدعوة لتفعيل المؤسسات وسيادة القانون”. وأشار إلى أن “عناصر الأمن العام سيتم اختيارهم من أبناء السويداء، ولكن ضمن أنظمة وزارة الداخلية”.

وفي تطور خطير سبق التصعيد في العاصمة، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة جوية على بلدة كناكر جنوب غرب السويداء، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، وفق ما أفاد به المكتب الصحفي في المدينة. الغارة تزامنت مع انفجار لغم أرضي في محيط منطقة الثعلة أدى إلى ارتقاء سبعة آخرين، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا خلال ساعات قليلة إلى أحد عشر قتيلاً في الجنوب السوري.

وفي وقت لاحق، أعلنت إسرائيل فجر الجمعة عن شن غارة جديدة استهدفت منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، ما اعتبرته الرئاسة السورية “تصعيداً خطيراً وعدواناً موصوفاً”. وقالت الرئاسة في بيان رسمي إن “الهجوم يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”، داعية المجتمع الدولي والدول العربية إلى “الوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات العدوانية”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد صرح عبر منصة “إكس” أن “طائرات حربية أغارت على المنطقة المجاورة لقصر أحمد الشرع في دمشق”، مجدداً تحذير السلطات السورية من “تهديد الأقلية الدرزية”، وذلك بعد اشتباكات دامية جنوب البلاد أوقعت عشرات القتلى.

مشاركة المقال: