دمشق-سانا: في سعيها الدؤوب لتحسين جودة إنتاج قطاع الدواجن وتطوير القوانين والأنظمة المتعلقة به، ورغم التحديات الجسام التي واجهتها خلال السنوات الماضية، من دمار طال العديد من منشآتها وتفشي الفساد في الهيكلية الإدارية الذي أرهق سير العمل وتسبب في هدر كبير للمال العام، تتجه المؤسسة العامة للدواجن، بقيادة مديرها العام فاضل حاج هاشم، نحو تأهيل شامل لقطاع الدواجن في سوريا بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص.
تهدف المؤسسة إلى الدخول في مشاريع استثمارية واعدة لتطوير هذه الصناعة الحيوية والاستفادة القصوى من المقومات التي تزخر بها البلاد لزيادة الإنتاجية، وإحداث نقلة نوعية في واقع العمل، وتحسين دخل الأيدي العاملة بما يتناسب مع خبرة الكوادر الفنية.
استثمار منشأتي اللاذقية وحلب
أوضح حاج هاشم أن هناك عدداً من المنشآت التي تواصل عملها حالياً في محافظات حماة وحمص وطرطوس وريف دمشق، لافتاً إلى أنه تم التوجه نحو استثمار منشأتي اللاذقية وحلب والتعاونيات التابعة للإدارة الإنتاجية بهدف تحسين جودة إنتاجهما والعمل بكامل طاقتهما.
وأشار حاج هاشم إلى أن البنية التحتية التي يمتلكها قطاع الدواجن في سوريا جيدة نسبياً، إلا أنها قديمة ومتهالكة، وهو الأمر الذي دفع المؤسسة نحو الاستثمار المكثف في المقومات التي يمتلكها هذا القطاع بالتعاون مع القطاع الخاص، ومواكبة أحدث التطورات التي يشهدها هذا القطاع على مستوى العالم.
الانتقال من الخسارة إلى الربح
أكد حاج هاشم أن المؤسسة تمكنت خلال هذه السنة من تجاوز مرحلة الخسارة وتحقيق الأرباح، ونجحت في الوفاء بمعظم العقود التي أبرمتها سابقاً، وتتجه حالياً نحو التربية النوعية والتركيز على تربية أمهات الدجاج البياض.
وأضاف أن المؤسسة أدخلت أمهات الفروج إلى منشأة دواجن حسياء، وستقوم أيضاً خلال الأيام القليلة المقبلة بتزويدها بأمهات الدجاج البياض.
تهيئة بيئة استثمار مناسبة
أفاد حاج هاشم بأن مستثمرين عرباً وأجانب أبدوا اهتماماً كبيراً بالاستثمار في هذا القطاع بعد زيارتهم لسوريا، حيث يتم العمل حالياً على إزالة كافة العقبات وتهيئة البيئة المناسبة لاستثمار قطاع الدواجن بالشكل الذي يعزز من إنتاجيته في السوق المحلية ويتيح فرصة تصديره إلى الدول المجاورة.
وشدد مدير المؤسسة على أهمية العامل الإحصائي في هذا القطاع، وتوفر البيانات الدقيقة عن واقع الدواجن في سوريا، مشيداً بإشهار الجمعية السورية للدواجن، وإطلاق تطبيق “سراج” الإلكتروني الخاص بقطاع الدواجن، والذي يهدف إلى توفير حزمة متكاملة من البيانات الدقيقة حول القطاع، بما في ذلك المشاريع وعدد منشآت ومزارع الدواجن في المحافظات، والحالة الفنية للمنشآت والمزارع، ونوعية التربية الموجودة في كل مدجنة، والسعة الافتراضية لكل منها، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات المناسبة لتطوير الإنتاجية.
وأوضح حاج هاشم أن مادة بيض المائدة متوفرة بشكل جيد، ويتم العمل على إحداث ما يسمى سلسلة إنتاج أو قيمة مضافة على البيض، ودراسة إمكانية تأسيس معمل لإنتاج البيض المبستر والبودر الذي أصبح مادة موجودة عالمياً، وله أسواق تصريف خاصة فيه.
يذكر أن خطة المؤسسة لهذا العام تضمنت إنتاج 68.5 مليون بيضة مائدة، أُنتج منها حتى الآن حوالي 40 مليون بيضة، بينما تم إنتاج 655 ألف بيضة تفريخ فروج، و14 ألف صوص فروج، و2.5 مليون بيضة تفريخ بياض، و625 ألف صوص بياض، وبلغت المبيعات حتى الآن حوالي 35 مليار ليرة، من بيض مائدة وصوص ومخلفات.