الإثنين, 13 أكتوبر 2025 12:28 AM

المرأة في القيادة: من التمكين الشكلي إلى التأثير الفعلي وصناعة المستقبل

المرأة في القيادة: من التمكين الشكلي إلى التأثير الفعلي وصناعة المستقبل

تؤكد فردوس دياب أن الحديث عن دور المرأة في مواقع القيادة لم يعد مجرد ترف فكري أو شعارًا تنمويًا، بل ضرورة استراتيجية تؤثر في جودة القرارات، وتنوع الرؤى، واستدامة النمو. فالمرأة اليوم تتجاوز المشاركة في صنع القرار لتسهم بفاعلية في تشكيل المستقبل وقيادة التحولات الكبرى في المجتمعات والمؤسسات.

في لقاء مع صحيفة الثورة، أوضح الباحث والمتخصص في مجال التدريب الإعلامي الحكومي حسام نجم أن النقاش حول المرأة والقيادة يتجاوز البعد الاجتماعي إلى البعد الاستراتيجي، خاصة مع الصعود المتزايد للمرأة عالميًا، بينما يشهد العالم العربي حراكًا بين التمكين الرمزي والتأثير الفعلي. وأضاف أن تمكين المرأة أصبح ضرورة مؤسسية تضمن جودة القرار وتنوع الرؤية واستدامة النمو.

وأشار نجم إلى أن التجارب العالمية أثبتت أن مشاركة المرأة في مواقع القيادة تعزز الشفافية، وتحسن الأداء، وتوسع قاعدة الابتكار. فالحديث عن المرأة والقيادة في العالم العربي هو حديث عن العدالة والكفاءة والتوازن في إدارة المجتمعات والمؤسسات، ودعوة لتوسيع مفهوم القيادة لإعادة صياغة السياسات والبيئات التنظيمية لضمان مشاركة حقيقية للمرأة في رسم السياسات واتخاذ القرارات وصناعة المستقبل.

ويرى نجم أن القيادة النسائية تتميز بالقدرة على الدمج بين الحزم والاحتواء، وبين الرؤية الاستراتيجية والذكاء العاطفي. وتتسم أنماط القيادة لدى النساء بالتشاركية والإصغاء الفعال والقدرة على خلق بيئة عمل آمنة ومحفزة، مما يسهم في رفع مستوى الأداء وتعزيز الولاء المؤسسي وتحقيق نتائج أكثر استدامة.

وبحسب نجم، فإن القيادة العاطفية تعكس حسًا عاليًا في قراءة السياقات وإدارة الأزمات وبناء علاقات إنسانية متينة داخل المؤسسة. فالقيادات النسائية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة وإدارة الموارد بكفاءة والتعامل مع التحديات دون فقدان البعد الإنساني في القيادة.

وأكد نجم أن أثر القيادة النسائية يتجاوز حدود المؤسسة ليصل إلى المجتمع ككل، حيث يعيد وجود المرأة في مواقع التأثير تشكيل الثقافة التنظيمية ويحفز التغيير ويقدم نماذج ملهمة للأجيال القادمة، مقدمًا نموذجًا قياديًا متوازنًا يكمل الرجل برؤية أكثر شمولًا وعدالة.

وشدد نجم على أن التمثيل العددي وحده لا يكفي لقياس مدى تأثير المرأة في مواقع القيادة، فالمشاركة الفعلية تقاس بمدى قدرة المرأة على طرح المبادرات وقيادة الملفات والتأثير في القرارات المصيرية. لذلك يجب الانتقال من التمكين الشكلي إلى التمكين النوعي من خلال توفير بيئة تنظيمية تمنح المرأة أدوات التأثير.

وختم نجم حديثه بالتأكيد على أن المرأة، حين تُمنح المساحة الكافية، تثبت قدرتها على قيادة التحولات وصياغة مستقبل أكثر شمولًا وعدالة، حيث تجاوز حضورها حدود التمثيل الرمزي إلى دور جوهري في بناء السياسات وقيادة المبادرات وتشكيل الرؤى الاستراتيجية في مختلف القطاعات. فالتمكين الحقيقي يعني الاعتراف بقدرتها على ابتكار الحلول وقيادة التغيير وإلهام الأجيال القادمة.

مشاركة المقال: