الأربعاء, 14 مايو 2025 02:03 AM

انتعاش عمراني في ريف حمص: عودة النازحين وانخفاض الأسعار يبشران بمستقبل واعد

انتعاش عمراني في ريف حمص: عودة النازحين وانخفاض الأسعار يبشران بمستقبل واعد

تشهد مناطق ريف حمص الشمالي، خصوصاً مدينتي تلبيسة والرستن، انتعاشاً نسبياً في الحركة العمرانية بعد سنوات من الدمار والتهجير. يعود هذا التحسن إلى انخفاض أسعار مواد البناء، وعودة الأهالي من مخيمات اللجوء والنزوح، وتحسن الوضع الأمني.

انخفاض أسعار مواد البناء دعامة أساسية للانتعاش

أكد أحمد العيسى، صاحب مكتب عقاري بريف حمص الشمالي، وجود طلب متزايد على العقارات بسبب الانخفاض الكبير في أسعار مواد البناء. سعر طن الأسمنت يتراوح بين 115 و120 دولاراً، والبلوكة الواحدة حوالي 4000 ليرة سورية، وطن الحديد نحو 650 دولاراً. وأضاف أن الحركة ارتفعت بعد تحرير المنطقة، حيث كانت المواد الإنشائية تخضع لإتاوات باهظة.

عودة الأهالي سبب رئيسي

أكد رئيس المجلس المحلي لمدينة تلبيسة، عبد القادر الشعبان، أن سبب انتعاش الحركة العمرانية هو عودة الأهالي من مخيمات النزوح في شمال سوريا ولبنان وتركيا لترميم منازلهم. وأوضح أن هذه العودة تزامنت مع توفر الرخص العمرانية، لكن إجراءاتها ما زالت معقدة ومرتفعة التكلفة، خاصة لدى نقابة المهندسين. وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية، فإن دور الجهات الخدمية والرسمية لا يزال محدوداً، وما زالوا ينتظرون ردوداً إيجابية لدعم عمليات الترميم.

التحديات التي تواجه الحركة العمرانية

رغم الانتعاش، هناك تحديات تعوق استعادة الحياة الطبيعية. أبرزها عدم استقرار سعر صرف الدولار، وارتفاع رسوم الترخيص لدى نقابة المهندسين، حيث يصل سعر متر الرخصة إلى 40 ألف ليرة سورية. وأشار الشعبان إلى أن المجلس المحلي عقد اجتماعاً بخصوص تخفيض الرسوم، لكنها ما زالت قيد النقاش.

آمال واقعية بتحقيق استقرار عمراني حقيقي

بين انخفاض أسعار مواد البناء، وعودة النازحين، واستمرار الجهود لإعادة تفعيل السجل العقاري، يخطو ريف حمص الشمالي خطوات نحو التعافي العمراني. ولتحقيق استقرار حقيقي، يحتاج القطاع إلى تدخلات أكثر فاعلية من المنظمات الدولية، وتخفيف العبء الإداري والمالي على المواطنين، وضبط تقلبات السوق وسعر الصرف. ولا يزال الأمل معقوداً على إعادة الحياة إلى القرى والمدن التي شهدت سنوات من الحرب والدمار.

مشاركة المقال: