الجمعة, 22 أغسطس 2025 05:05 AM

انخفاض كبير في أسعار الخضراوات برأس العين وتل أبيض مع ذروة الإنتاج الصيفي

انخفاض كبير في أسعار الخضراوات برأس العين وتل أبيض مع ذروة الإنتاج الصيفي

شهدت أسواق مدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا، انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات، وذلك بالتزامن مع وصول موسم الإنتاج الصيفي إلى ذروته منذ بداية شهر آب الحالي.

وخلال جولة لمراسل عنب بلدي في سوقي رأس العين وتل أبيض، تبيّن أن أسعار معظم الخضراوات قد انخفضت إلى النصف أو أكثر مقارنة بأسعارها في شهر تموز الماضي. فقد تراجعت أسعار البندورة من 10 آلاف إلى ألف ليرة سورية، والخيار من 8 آلاف إلى 3 آلاف ليرة، والكوسا من 9 آلاف إلى 1500 ليرة، والفليفلة من 30 ألفًا إلى 6 آلاف ليرة، والباذنجان من 10 آلاف إلى ألفي ليرة، بينما حافظت البطاطا على سعرها عند نحو 5 آلاف ليرة سورية. يُذكر أن الدولار الأمريكي الواحد يعادل حوالي 10 آلاف ليرة سورية، وفقًا لسعر الصرف في السوق السوداء.

فرصة لتخفيف المصاريف

في شهر تموز الماضي، اضطر سليم العلي (40 عامًا) من مدينة تل أبيض، بسبب غلاء الخضار، إلى الاكتفاء بشراء كيلوجرام واحد فقط من البندورة بسعر 10 آلاف ليرة (نحو دولار واحد) وبجودة متوسطة. لكن تراجع الأسعار شكّل متنفسًا للأهالي في ظل ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية، وساهم في تحقيق قدر من التوازن في نفقات الأسر خلال فصل الصيف. وأشار سليم إلى أنه بات اليوم قادرًا على شراء أكثر من خمسة كيلوجرامات بالمبلغ نفسه، بعد انخفاض سعر الكيلو إلى أقل من ألفي ليرة.

إن توفر الخضار المحلية خفف عن سليم جزءًا من المصاريف، فبدلًا من إنفاقه نحو 50 ألف ليرة يوميًا (نحو 5 دولارات)، لا ينفق أكثر من 15 ألف ليرة للحصول على خضار طازجة وعالية الجودة. وطالب بضرورة دعم هذه الزراعات من قبل الجهات المعنية، لما لها من دور في التخفيف عن الأهالي وتوفير جزء كبير من احتياجاتهم اليومية.

من جانبه، يعمل مالك العزوز، وهو من سكان رأس العين، حارسًا ليليًا بدخل شهري لا يتجاوز 900 ألف ليرة سورية (نحو 90 دولارًا)، الأمر الذي يشكل عبئًا في تأمين احتياجات عائلته المكونة من ستة أفراد. وأوضح أنه في شهر تموز كان يضطر لتقليل كميات الخضار التي يشتريها بسبب ضعف دخله وارتفاع الأسعار، بينما وفّر عليه التراجع الأخير جزءًا من مصروفاته الشهرية، مما ساهم في تحسين ميزانية المنزل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

نتيجة لانخفاض الأسعار، شهدت نسبة المبيعات ارتفاعًا في أسواق رأس العين، حيث تمكن أصحاب المحال و"البسطات" من تحقيق أرباح جيدة مع زيادة الإقبال.

أكرم الفياض (41 عامًا)، وهو مورّد الخضراوات لمدينتي تل أبيض ورأس العين، صرح لعنب بلدي بأنه حقق تحسنًا واضحًا في دخله خلال شهر آب الحالي، نتيجة لانخفاض الأسعار وزيادة الإقبال. وأوضح أن حجم مبيعاته اليومية لم يتجاوز 800 كيلوجرام في حزيران الماضي، لكنه ارتفع مؤخرًا إلى نحو 4.5 طن يوميًا، بفضل وفرة الخضراوات الصيفية وتراجع أسعارها. واعتبر الفياض هذا الموسم من أفضل الفترات للمزارعين والتجار، إذ تشهد الأسواق حركة نشطة وزيادة في المبيعات مع تحقيق أرباح جيدة مقارنة بالأشهر السابقة.

تأمين احتياجات السكان

مدير الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي، مجد كسار، قال لعنب بلدي إن إنتاج الخضراوات الصيفية في رأس العين شهد زيادة هذا الموسم، نتيجة لاهتمام الأهالي بزراعة مساحات من أراضيهم تتراوح بين دونم وخمسة دونمات (الدونم يعادل 1,000 متر مربع). وأوضح كسار أن زراعة الخضراوات تمثل مصدر رزق رئيسيًا لأكثر من 80% من المزارعين في المنطقة، حيث تُباع المنتجات في الأسواق المحلية بأسعار مناسبة تحقق ربحًا معقولًا.

وأضاف أن وفرة الخضراوات في الأسواق ساهمت في تخفيف الأعباء المعيشية عن الأهالي، إذ انخفضت الأسعار بشكل ملحوظ، ما سهّل على العائلات شراء حاجاتها اليومية دون ضغط اقتصادي كبير. وأشار إلى أن المديرية تقدم للمزارعين خدمات استشارية ودعمًا في عمليات الحراثة بتكلفة رمزية، بهدف تعزيز الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.

وتشتهر منطقة رأس العين بزراعة الخضراوات المحلية من قبل الأهالي القادمين من منطقة السفيرة شرقي حلب، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار. وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها سكان رأس العين، وتشكل مصدر دخل رئيسيًا للأهالي.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا (الفصائل منضوية ضمن وزارة الدفاع)، بينما تحيط بهما جبهات قتال باردة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.

اقرأ المزيد: أسعار الخضراوات تتضاعف في رأس العين
مشاركة المقال: