الإثنين, 21 يوليو 2025 10:39 AM

باحث: مؤسسات الدولة ضرورية في السويداء وإسرائيل تستغل الفوضى لتحقيق مكاسب

باحث: مؤسسات الدولة ضرورية في السويداء وإسرائيل تستغل الفوضى لتحقيق مكاسب

أكد الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه السويداء يزيد من فرص تنفيذ اتفاق وقف القتال مقارنة بالمرات السابقة. وشدد على أهمية وجود مؤسسات الدولة في المحافظة، مبيناً أن الكيان الإسرائيلي يستثمر في حالة الفوضى لتحقيق المزيد من المكاسب.

وفي تصريح خاص لـ "الوطن"، أوضح علوان أن فرص تنفيذ الاتفاق المتعلق بوقف القتال في السويداء ضئيلة جداً على أرض الواقع، وذلك لغياب الضمانات وعدم وجود قدرة إلزامية عالية يمكن للمجتمع ممارستها لإلزام الأطراف المعطلة، وعلى رأسها حكمت الهجري ومن معه في المجلس العسكري، الذين لا يرغبون في الحل، لأن جزءاً كبيراً جداً من المجلس متهمون بارتكاب انتهاكات واسعة، حيث إن جزءاً كبيراً منهم من ضباط النظام السابق ومتعاملون مع حزب الله.

ورغم هذه الحظوظ القليلة، أشار علوان إلى أن الحالة الكارثية التي وصلت إليها السويداء ستجعل فرص تنفيذ الاتفاق أعلى من المرات السابقة، لكنها لن تصل إلى درجة حل الأزمة فعلياً، والمساهمة في نقل السويداء بشكل كامل من الفوضى وغياب الدولة الفعلي (خدمات- مساواة- مواطنة- أمن) إلى حالة الاستقرار التام.

وأوضح علوان أن المجتمع في السويداء وعموم سوريا مفكك، وأن الحوامل الاجتماعية مدمرة بشكل كامل، وهناك هشاشة كبيرة جداً، ليس فقط خلال الـ 14 سنة الماضية، بل لعقود عمل حزب البعث على تفكيك العوامل والحوامل المجتمعية، حيث لا قيمة للمرجعيات العشائرية والدينية، ولا يوجد مجتمع مدني نشيط وفعال وقادر على المساعدة وإكمال دور الدولة.

وشدد علوان على أن وجود مؤسسات الدولة أمر ضروري جداً، ليس فقط على المستوى الخدمي، بل على المستوى الأمني والقضائي والإدارة المحلية، وأن تكون هناك مشاركة للمجتمع المدني مع الدولة في بناء التنمية والازدهار للمحافظة، مشيراً إلى أن هذا الأمر وحتى اليوم تعرقله منظومات ما دون الدولة، فعقلية ما دون الدولة وعقلية الفلتان من الالتزام، لا حل لها حتى الآن، حيث الفقر والحرمان الذي تعيشه السويداء منذ عهد النظام البائد، يؤثر تأثيراً سلبياً وكبيراً في قدرة النخب المجتمعية على تجاوز الأزمة.

وقال: "الكيان الإسرائيلي يستثمر في الفوضى وما يحصل اليوم في السويداء، وبالتأكيد الهجري له علاقة مع الدروز في الجليل والجولان، وإسرائيل تستخدم موفق طريف الذي تربطه علاقة مع الحكومة الإسرائيلية لتحريض الهجري أكثر وأكثر، في حين لم تلتزم بما يتخيله الهجري، لأن إسرائيل موافقة على المشروع الأميركي في المنطقة وهي جزء منه، والذي يدعو إلى الاستقرار وبالتالي لا وجود لمنظومات ما دون الدولة".

وختم علوان بالقول: "ستنتهي منظومات ما دون الدولة في كل دول الطوق، ومنطقة شرق المتوسط لحساب استقرار الحكومات والدول وقوتها (لبنان، سوريا، وباقي الدول)، حيث ستكون الدولة هي الأقوى وهي ضامنة الاستقرار، وبالتالي لا وجود لسلاح خارج الدولة، ولا وجود لمنظومات ما دون الدولة، عصية وتمتلك القوة ولا تستطيع الدولة أن تتحكم بقرارها، لذلك اليوم الإسرائيلي يستخدم للأسف وعوده وأمنياته لثلة قليلة في السويداء، حيث الفقر والفوضى، وأخطاء حصلت من أطراف مختلفة، وهناك نزاعات تقليدية، مثل النزاع مع العشائر البدوية، كل ذلك عزز فرص الاستثمار الإسرائيلي في الفوضى من أجل حصد مكتسبات أكثر وأكثر".

مشاركة المقال: