الإثنين, 20 أكتوبر 2025 03:48 PM

بتريوس يحذر: فشل الشرع يقود سوريا إلى مصير الدول الفاشلة.. وقسد جزء من الجيش الوطني

بتريوس يحذر: فشل الشرع يقود سوريا إلى مصير الدول الفاشلة.. وقسد جزء من الجيش الوطني

شبكة أخبار سوريا والعالم/ أكد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ديفيد بتريوس، دعم الولايات المتحدة لجهود رئيس سوريا أحمد الشرع في إعادة بناء الدولة السورية، معتبراً أن نجاحه في هذه المهمة يمثل نجاحاً مشتركاً. وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستندمج في نهاية المطاف ضمن الجيش الوطني السوري.

في مقابلة مع موقع روداوو، تحدث بتريوس باستفاضة عن الوضع في سوريا والعراق ومستقبل الأكراد في المنطقة، مؤكداً استمرار الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأكراد منذ عام 1991، وأن بلاده ما تزال تعتبرهم حلفاء مهمين.

أبدى بتريوس تفاؤله تجاه القيادة الجديدة في سوريا، مصرحاً: "أريد لسوريا بقيادة أحمد الشرع أن تنجح، وعلينا أن نساعده لتحقيق ذلك"، لافتاً إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب اتخذ خطوات إيجابية نحو رفع العقوبات عن دمشق.

كما أشاد بخلفية الشرع، قائلاً إنه يمتلك معرفة دقيقة بتاريخ سوريا، وإنه تمكن خلال قيادته لـ"هيئة تحرير الشام" من بناء بنية عسكرية وإدارية متكاملة في محافظة إدلب، تضمنت نظاماً تعليمياً وقضائياً وخدمات عامة.

لكنه حذر من أن "مهمة الشرع لن تكون سهلة"، نظراً لتعقيد النسيج الاجتماعي والسياسي السوري، مشيراً إلى أن بعض المكونات لا تزال تنظر بعين الريبة إلى دوره في الماضي.

وفي معرض رده على سؤال حول قدرة الشرع على تأسيس نظام ديمقراطي شامل، قال بتريوس: "هذه هي مهمته. إذا فشل، ستتحول سوريا إلى دولة فاشلة أخرى، شأنها شأن العديد من دول ما بعد الديكتاتورية في الشرق الأوسط".

وشدد على أن الدعم الأمريكي للشرع يجب أن يكون مشروطاً، موضحاً: "كما قال كيسنجر ونيكسون من قبل: لا تثق، تحقق دائماً".

وفيما يخص قوات سوريا الديمقراطية، أثنى بتريوس على دورها في القضاء على تنظيم "داعش" شمال شرقي سوريا، وقال: "قسد لا تزال تؤدي دوراً مهماً جداً، لكنها في نهاية المطاف ستصبح جزءاً من الجيش الوطني السوري".

وأعرب عن ارتياحه لبدء حوارات بين "قسد" والحكومة في دمشق، تهدف إلى مناقشة آلية دمج القوات ضمن البنية العسكرية الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تذكره بتجربته في العراق، حيث أشرف على برنامج واسع لإعادة بناء القوات الأمنية، وضمّ وحدات البيشمركة للعمل ضمن القوات الاتحادية.

وأشار بتريوس إلى أن التجربة العراقية في دمج القوى المحلية ضمن الجيش الوطني يمكن أن تكون نموذجاً قابلاً للتطبيق في سوريا، وإن كان دون الخصوصيات الإدارية والسياسية التي رافقت تجربة إقليم كردستان.

وأضاف: "عندما احتاج العراق إلى دعم، قاتلت البيشمركة دفاعاً عن العراق بأكمله، وليس فقط عن الإقليم الكردي. آمل أن نرى نموذجاً مشابهاً في سوريا".

أما فيما يتعلق بالأكراد في تركيا، فقد اعتبر بتريوس أن مفاوضات السلام بين الحكومة التركية وعبد الله أوجلان تمثل تحركاً استراتيجياً هاماً، قائلاً: "هذا ليس مجرد تكتيك سياسي. أوجلان يدرك عمق تطلعات الأكراد في تركيا".

وأوضح أن الأكراد في تركيا يطمحون لأن يُعترف بهم كمكون وطني، ويتمكنوا من التعليم بلغتهم، وإطلاق صحفهم ومؤسساتهم الثقافية، مشيراً إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته بدأوا يتعاملون مع هذه المطالب بجدية.

واختتم بتريوس حديثه بقوله: "آمل أن تُكلل هذه الجهود بالنجاح، وأن تتحقق المصالحة التي يستحقها الأكراد".

روسيا اليوم

مشاركة المقال: