أعلنت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في دمشق، ماريان وارد، عن تقديم منحة للفلاحين السوريين الذين تضرروا من الجفاف الذي ضرب المنطقة في العام الماضي. وأوضحت وارد في لقاء خاص مع صحيفة "الوطن" أن هذه المنحة تأتي ضمن جهود البرنامج لتأمين الإنتاج الزراعي، ودعم استمرار الفلاحين في زراعة أراضيهم، وتعويض جزء من خسائرهم الناجمة عن الجفاف.
وأشارت إلى أن إدراج سورية في بوليصة التأمين ضد الجفاف من قبل برنامج الأغذية العالمي، ونظرًا لأن أكثر من 30% من الشعب السوري يعملون في الزراعة، فقد استحقوا هذه المنحة. وقدّرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في سورية قيمة المنحة بما يتراوح بين 200 و300 دولار أمريكي لكل فلاح مستحق، تُدفع دفعة واحدة، بالإضافة إلى حصص غذائية لبعض الفلاحين.
وأكدت وارد أن الهدف المباشر من المنحة هو منع الفلاحين من بيع أراضيهم لتأمين معيشتهم، وتشجيعهم على الاستعداد لزراعة أراضيهم في الموسم القادم. وعن آلية الاستحقاق، أوضحت أنه سيتم تحديد المناطق الأكثر تضررًا بالجفاف، وتقوم وزارة الزراعة عبر مديرياتها بتنظيم قوائم بأسماء الفلاحين أصحاب الملكيات الصغيرة في هذه المناطق. ثم تقوم لجان خاصة من البرنامج بدراسة هذه القوائم وفقًا للشروط المحددة، ويتم تدقيق الأسماء من قبل ممثلين عن المجتمع المحلي يتمتعون بالصدق والأمانة والمعرفة، ولديهم إلمام حقيقي بأسماء المستحقين ومدى توافر الشروط لديهم.
وأقرت ممثلة البرنامج بأن هذه المنحة لن تغطي كامل الخسائر التي تكبدها الفلاحون، ولن تكون كافية لتغطية جميع الفلاحين المستحقين للتعويض، لكنها ستخصص للفلاحين الأكثر تضررًا، وسيتم تقديمها إلى 30 ألف فلاح من مختلف المناطق، ليستفيد منها 150 ألف شخص يشكلون عائلات الفلاحين. وأكدت أن البرنامج سيعالج جميع الشكاوى المتعلقة بمنح أشخاص غير مستحقين أو حرمان المستحقين، وذلك بشفافية ونزاهة كاملتين من خلال لجان تابعة للبرنامج.
وفيما يتعلق بآلية إيصال المنحة للفلاحين، أوضحت وارد أنه نظرًا لعدم انتشار المصارف في الريف، وبهدف تجنب تكبيد الفلاحين نفقات التنقل لاستلام المنحة من مراكز المحافظات، سيتم تسليم المبلغ المستحق لكل فلاح عبر مكاتب الحوالات المرخصة المنتشرة في جميع أنحاء سورية. وأضافت أنه بالإضافة إلى المنحة المادية، سيتم توزيع سلال غذائية شهرية على بعض الفلاحين المتضررين من الجفاف، وذلك عن طريق شركاء البرنامج على الأرض.
الوطن – محمود الصالح