الأربعاء, 23 أبريل 2025 06:01 PM

بعد عقود من الصمت: عودة "منتديات ربيع دمشق" لإحياء الحوار الوطني في سوريا

بعد عقود من الصمت: عودة "منتديات ربيع دمشق" لإحياء الحوار الوطني في سوريا

في خطوة تاريخية، تعود المنتديات السياسية إلى سوريا لتفتح آفاقًا جديدة للحوار الوطني الحر والمسؤول، عقب سقوط نظام الأسد السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024. وتستعيد دمشق اليوم دورها كحاضنة للحوار والديمقراطية، مع انطلاق “منتدى الحوار السوري الديمقراطي” وهو نفسه الذي بدأه السياسي السوري رياض سيف خلال ربيع دمشق عام ٢٠٠٠م، الذي يدعو كافة السوريين من مختلف الأطياف للمشاركة في بناء مستقبل سوريا.

وأكد معتصم السيوفي، مدير منظمة “اليوم التالي” والمتحدث الرسمي باسم المنتدى، في حديث لمنصة “سوريا ٢٤”، أن هذه الخطوة تحمل أهمية كبيرة وتكتسب زخمها من عدة زوايا، فهي تعبّر عن الممارسة الطبيعية للحرية التي ظهرت بعد انهيار الأنظمة الاستبدادية، حيث يتمكن السوريون من التعبير عن أنفسهم ومناقشة قضايا بلدهم في جو مفتوح وشفاف.

وأشار السيوفي إلى أن هذه النقاشات ليست حكرًا على المؤتمرات الرسمية فقط، بل تمتد لتصبح جزءًا من الثقافة العامة، مما يشجع على المشاركة المجتمعية الواسعة في الحوار حول القضايا الوطنية. وأضاف أن المرحلة التي تمر بها سوريا حاليًا تُعد دقيقة ومعقدة للغاية، إذ تتطلب إعادة بناء الدولة من جديد، وصياغة العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة.

ويأتي إحياء هذه الجهود المشتركة بتأثير من شخصيات وطنية بارزة مثل البرلماني الراحل رياض سيف، الذي كان صوتًا مميزًا خلال فترة “ربيع دمشق” وفي تشكيل المعارضة السورية. كما يشهد المنتدى حضور نخبة من الشخصيات الوطنية والفكرية، مثل الدكتور رضوان زيادة، وجمانة سيف، وخولة دنيا، الذين سيتناولون موضوعات هامة مثل السلم الأهلي والعدالة الانتقالية.

وأوضح السيوفي أن التحديات التي تواجه البلاد تشمل المستويات الأمنية، والسياسية، والإدارية، والسلم الأهلي، والاقتصادية، مما يجعل من حق كل مواطن سوري المشاركة في نقاش هذه القضايا وإيصال صوته إلى النقاش العام، لتتمكن البلاد من الوصول إلى الحلول الصحيحة.

وينطلق المنتدى يوم الأربعاء، 23 نيسان/أبريل 2025، في تمام الساعة الرابعة عصرًا، ليكون نقطة انطلاق نحو بناء سوريا جديدة، تكون مثالًا للحرية والديمقراطية في المنطقة، وصوتًا للحرية في العالم. وشدّد السيوفي على ضرورة التمسك بمبدأ الديمقراطية كأساس للانتقال السياسي في سوريا.

وقال: “حتى الآن، لم يتم ذكر كلمة ‘ديمقراطية’ بشكل واضح في أي بيان رسمي”، مؤكدًا أن حل مشاكل سوريا واستقرارها ومستقبلها يمر عبر الانتقال نحو نظام سياسي ديمقراطي، حتى وإن استغرق ذلك وقتًا. وأردف قائلًا إن الديمقراطية هي النظام الذي يحقق المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ويحفظ كرامة الإنسان، ويوفر له الحماية والحرية، ويتيح له المشاركة في الشأن العام.

وذكر السيوفي أن الديمقراطية ليست مجرد شعار، بل هي النظام الذي أثبت، عبر التجربة الإنسانية، أنه أفضل الأنظمة التي تحفظ حرية الإنسان وتمكّنه من المشاركة في صناعة مستقبله، بدلًا من أن يكون خاضعًا لسلطة أو توجه أيديولوجي أو لفرد واحد يتصرف وكأنه وصيّ عليهم.

يمثّل “منتدى الحوار السوري الديمقراطي” خطوة نوعية نحو مستقبل جديد لسوريا، ينبني على أسس الحرية، والعدالة، والمساواة. فبعد عقود من القمع والاستبداد، تعود دمشق لتكون مركزًا للحوار المفتوح والبناء المجتمعي، حيث يجتمع السوريون من مختلف الأطياف والفئات لصناعة وطنهم بأيديهم.

ويُرسّخ هذا المنتدى رسالة أمل مفادها أن سوريا قادرة على تجاوز تحدّياتها العميقة عبر الحوار الديمقراطي المسؤول، وأن الشعب السوري هو مصدر السلطات وصانع القرار. يُعد منتدى رياض سيف، المعروف أيضًا بـ”منتدى الحوار الوطني”، من أوائل المبادرات السياسية التي ظهرت عقب وفاة حافظ الأسد عام 2000، في إطار ما عُرف بـ”ربيع دمشق”. أسسه السياسي و البرلماني رياض سيف، وجمع خلاله مثقفين وناشطين لمناقشة مستقبل سوريا، وحقوق الإنسان، والتعددية. أصبح المنتدى رمزًا للحراك السلمي، قبل أن تقمعه السلطات في عام 2001، حيث اعتُقل سيف وعدد من المشاركين، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. ورغم ذلك، بقي المنتدى محطة بارزة في تاريخ الدعوة إلى الحوار والديمقراطية في سوريا.

صفحة منتدى الحوار السوري الديمقراطي

مشاركة المقال: