الجمعة, 22 أغسطس 2025 11:12 PM

بعد 11 عامًا: مجزرة الشعيطات.. ذاكرة لا تُمحى وجرح سوريا العميق

بعد 11 عامًا: مجزرة الشعيطات.. ذاكرة لا تُمحى وجرح سوريا العميق

علي البكيع ـ دير الزور

في أغسطس/آب 2014، شهدت ثلاث قرى على ضفاف الفرات في ريف دير الزور الشرقي فاجعة مروعة، حيث ارتكب تنظيم "داعش" مجزرة بشعة بحق أبناء عشيرة الشعيطات. هؤلاء الأبناء، الذين رفضوا الخضوع لسلطة التنظيم المتطرف، اختاروا مواجهة الظلم والبطش، ودفعوا ثمن تمسكهم بكرامتهم وأرضهم أرواحهم.

جرح مفتوح في الذاكرة

تُعد مجزرة الشعيطات وصمة عار في تاريخ الإنسانية، حيث قُتل بوحشية أكثر من 1200 شخص، من بينهم أطفال أبرياء ونساء عاجزات وشيوخ مسالمون. لم تكن هذه الجريمة مجرد عمل عسكري، بل كانت فعلًا انتقاميًا بشعًا استهدف مجتمعًا مسالمًا، تحت غطاء فتاوى زائفة وأيديولوجيات متطرفة. صور الضحايا محفورة في ذاكرة المنطقة، ولن يمحوها الزمن. في لحظاتهم الأخيرة، تبادل الضحايا نظرات الوداع واليأس، مودعين الحياة بكرامة. واليوم، بعد مرور أحد عشر عامًا، لا يزال أهالي الشعيطات يبحثون عن رفات أحبائهم في التراب، ولا يزال ألم الفقد يمزق قلوبهم. إنها مأساة حية تتجدد مع كل ذكرى سنوية، لتؤكد أن هذه الجريمة ليست مجرد رقم في سجل الانتهاكات، بل جرح عميق في قلوب الأسر التي فقدت أعز ما تملك.

بيوت الشعيطات المدمرة، وأراضيهم المحروقة، ورفات الضحايا التي لم تُجمع بعد، كلها شواهد حية على وحشية التنظيم الإرهابي والفظائع التي ارتكبها بحق هذا الشعب الصامد. شعار أبناء الشعيطات هو: "لن ننسى.. ولن نغفر"، وهي رسالة واضحة لكل من يحاول التستر على الجرائم أو طمس الحقائق. ذاكرة الشعيطات حية، ولا يمكن أن تموت.

إصرار على حفظ الذاكرة

في إطار إحياء هذه الذكرى الأليمة، تحدث عبد الكريم العميري، من بلدة أبو حمام، لنورث برس، قائلًا: "أنا أحد الذين فقدوا شخصًا عزيزًا في مجزرة الشعيطات عام 2014. جئنا اليوم لنحيي الذكرى الحادية عشرة لهذه الفاجعة التي عانى منها كل فرد من الشعيطات". وأضاف: "حضرت ومعي فرقة أطفال تقدم عرضًا مسرحيًا تكريمًا للشهداء الذين ضحوا بحياتهم كي نعيش هذه اللحظة. في هذه الذكرى يتجسد الواقع ويُخلّد التاريخ". كلمات العميري تعكس عمق الألم وتؤكد أهمية الفن والثقافة في مقاومة النسيان وتخليد الذكرى.

من جانبها، قالت سحر عبيد الحمود، عضو لجنة المرأة، لنورث برس: "في كل عام نستذكر هذه المرحلة المريرة من حياتنا. هذه الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الشعيطات أصبحت حدثًا حاضرًا في وجداننا، نستعيد به ذكرى أبنائنا وأهلنا وشيوخنا". وأضافت: "هذه الذكرى لن تُنسى، وسنحييها كل عام، لتظل شاهدة على أننا لم ولن ننسى ضحايانا".

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: