دير الزور-سانا: بعد سنوات قضوها في النزوح وظروف قاسية فرضتها الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، لم تكن عودة الأهالي إلى ديارهم وأراضيهم بعد التحرير من النظام البائد مجرد عودة إلى المنازل، بل كانت استعادة للحق وإشراقة أمل جديدة.
فور عودتهم واستعادة ممتلكاتهم، وخاصة الأراضي الزراعية التي تمثل مصدر رزقهم الأساسي، بدأ الأهالي في إعادة تأهيلها وزراعتها من جديد، معتمدين على خبراتهم الزراعية المتوارثة والدعم المحلي المقدم لهم.
يقول قصي أبو هيبت، وهو أحد المزارعين الذين استعادوا أراضيهم ومنازلهم: "شعور العودة إلى المنزل بعد هذا الغياب لا يوصف، فقد حُرمت من منزلي لسنوات بسبب الميليشيات الإيرانية، واليوم أعيد بناءه وزراعة أرضي، والأهم أنني بعد التحرير لم أعد أخشى أحداً".
من جهته، أشار المواطن ظاهر الحسن إلى أن هذه الميليشيات سلبته أرضه، ولكن التحرير أعادها إليه ليتمكن، بدعم من المجتمع المحلي، من زراعتها، مما منح أولاده فرصة لرؤية مستقبل مشرق في بلدتهم "الهري" بريف البوكمال بعد سنوات طويلة من التهجير.
ويؤكد مدير منطقة البوكمال، عبدالله الحسن، أن العودة إلى الأراضي ليست مجرد استعادة للممتلكات، بل هي إعادة بناء للنسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة، مشيراً إلى العمل جنباً إلى جنب مع الأهالي للحفاظ على هذه النجاحات، وعدم ادخار أي جهد لإعادة عجلة الحياة في البوكمال.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2017 وحتى تحرير سوريا من النظام البائد في الثامن من كانون الأول 2024، سيطرت الميليشيات الإيرانية على مدينة البوكمال وريفها، واستولت على المنازل والأراضي، وهجرت أصحابها منها.