الإثنين, 1 ديسمبر 2025 03:33 PM

بعد 23 قرناً: المذنب "هيل-بوب" يعود إلى المجموعة الشمسية في القرن الخامس والأربعين

بعد 23 قرناً: المذنب "هيل-بوب" يعود إلى المجموعة الشمسية في القرن الخامس والأربعين

أعلن الفلكي الروسي ناتان إيسمونت أن المذنب "هيل-بوب"، الذي يُعدّ ألمع مذنب في القرن العشرين، سيظل حبيس النظام الشمسي ويعود للظهور بالقرب من الأرض في عام 4390.

وأوضح إيسمونت، كبير الباحثين في معهد دراسات الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية والأستاذ المساعد في قسم الميكانيكا وعمليات التحكم بجامعة الصداقة بين الشعوب، أن المذنب يتواجد حالياً في منطقة بعيدة بين مدار بلوتو والكويكب "سيدنا". وأضاف أن جاذبية النظام الشمسي ستحافظ عليه في مداره، مما سيضمن عودته بعد حوالي 2365 عاماً.

وأشار العالم الروسي إلى أن مصير المذنب خلال عودته القادمة سيتحدد بناءً على تفاعلاته مع كوكب المشتري. وأضاف: "قد تدفع جاذبية المشتري بالمذنب خارج النظام الشمسي بشكل نهائي، أو قد توجهه نحو الشمس حيث سيحترق". وأكد أن كوكب المشتري لعب تاريخياً دور "حارس النظام الشمسي"، حيث يغير مسارات الأجسام السماوية القريبة منه إما بإخراجها أو دفعها نحو الداخل.

اكتُشف مذنب "هيل-بوب" في 23 تموز 1995، وسرعان ما أصبح حدثاً فلكياً تاريخياً. ففي 4 نيسان 1997، وصل إلى ذروة سطوعه عند مروره بأقرب نقطة من الأرض (الحضيض)، حيث بلغ لمعانه –0.7 قدر ظاهري، وامتد ذيلاه في السماء لنحو 20 درجة، مما جعله مرئياً بالعين المجردة لمدة استثنائية بلغت 18 شهراً.

أثار هذا المذنب اهتماماً عالمياً واسعاً بعلم الفلك، لكنه أطلق أيضاً نظريات مؤامرة غريبة زعمت أن مركبة فضائية تخفيها ذيوله تتجه نحو الأرض. كما استغلته طوائف دينية متطرفة لنشر الخوف من "نهاية العالم"، على الرغم من أن المذنب مرّ بالقرب من المشتري دون أن يتعرض لأي ضرر.

ومع عودته المتوقعة في القرن الـ44، قد يمنح "هيل-بوب" البشرية فرصة جديدة للتأمل في عظمة الكون، أو مواجهة خرافات جديدة.

مشاركة المقال: