السبت, 17 مايو 2025 06:51 PM

بعد 53 عامًا: تفاصيل جديدة حول فضيحة تجسس إسرائيلية وعملية ميونخ الدموية

بعد 53 عامًا: تفاصيل جديدة حول فضيحة تجسس إسرائيلية وعملية ميونخ الدموية

كشف تقرير جديد لصحيفة “غارديان” البريطانية تفاصيل مثيرة حول عملية للموساد الإسرائيلي أدت إلى مقتل 11 شخصًا قبل أكثر من نصف قرن.

التقرير يكشف أنه بعد 53 عامًا من عملية ميونخ عام 1972، تبين أن تحالفًا سريًا يضم 18 دولة غربية قدم معلومات حيوية للموساد، مما مكنه من اغتيال قادة منظمة “أيلول الأسود” في عملية “غضب الرب”، انتقامًا لمقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا في أولمبياد ميونخ.

التحالف الاستخباري ضم دولًا مثل فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، سويسرا، إيطاليا، وألمانيا الغربية، وفقًا لوثائق جديدة من الأرشيف السويسري استندت إليها المؤرخة أفيفا غوتمان من جامعة آبريستويث البريطانية.

المعلومات تم تبادلها عبر منظومة سرية تحت اسم “كيلو واط”، تأسست عام 1971، بهدف تسهيل تبادل المعلومات الاستخبارية بين 18 دولة.

المنظومة تبادلت آلاف البرقيات التي كشفت تفاصيل عن أماكن، سيارات، تحركات شخصيات قيادية، وتكتيكات المنظمات الفلسطينية.

أوضحت غوتمان أن المعلومات كانت تفصيلية جدًا وربطت بين أشخاص وعمليات محددة، مما ساهم بشكل كبير في مساعدة الموساد. وأضافت أن الغرب ربما لم يكن على علم بالاغتيالات في البداية، على الرغم من تلميحات وسائل الإعلام.

الفلسطيني الأول الذي اغتيل في عملية “غضب الرب” كان وائل زعيتر، أحد قادة منظمة “أيلول الأسود” في أوروبا، والمسؤول عن عملية استهدفت طائرة تابعة لخطوط “العال” الإسرائيلية.

زعيتر، الذي كان يعمل في السفارة الليبية في روما، اغتيل عام 1972 عند مدخل مبنى سكنه، بعد أسابيع من عملية ميونخ. برقيات “كيلو واط” كشفت أن إسرائيل تلقت معلومات من أجهزة استخبارات غربية تفيد بأن زعيتر قدم أسلحة ومساعدة لوجستية لمنظمة أيلول الأسود.

الرجل الثاني الذي اغتيل كان الدكتور محمد الهمشري، الممثل الرسمي لمنظمة التحرير في فرنسا، الذي اغتيل بقنبلة في مكتبه عام 1972. اسمه ظهر أيضًا في برقيات “كيلو واط” بتهمة تجنيد الأموال وتجنيد خلية إرهابية.

غوتمان استنتجت أن العملية الإسرائيلية لم تكن لتنفذ لولا المعلومات التكتيكية التي قدمتها أجهزة الاستخبارات الغربية، معتبرةً أن هذه المعلومات كانت “ميزة هائلة”.

مثال آخر يتعلق بعلي حسن سلامة، رئيس منظمة “أيلول الأسود”، حيث زودت الاستخبارات البريطانية (MI5) الموساد بالصورة الوحيدة المتوفرة له.

في عام 1973، اعتقد الموساد أنه تعرف على سلامة في مدينة ليلهامير النرويجية، باستخدام الصورة البريطانية. لكن العملاء أطلقوا النار على نادل مغربي يدعى أحمد بوشيكي، مما أدى إلى اعتقالهم وسجنهم.

ظهر أيضًا اسم محمد بودية، القائد في “الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر”، الذي اغتيل في فرنسا. اتهم بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بينها زرع عبوات ناسفة في فنادق وتنفيذ عمليات استهدفت لاجئين يهودًا.

البرقيات أشارت أيضًا إلى أنه عمل ضد منصة نفط في إيطاليا وضد السفير الأردني في لندن. اغتيل في باريس بعد تلقي الموساد معلومات من الاستخبارات السويدية.

عضو سابق في الموساد صرح لـ”ذا غارديان” بأن أعضاء الفريق لم يكونوا على علم بمصادر المعلومات التي عملوا استنادًا إليها، ولكن كانت لديهم ثقة كبيرة فيها.

علقت د. روتمان بأن العلاقات الدولية بين أجهزة المخابرات محفوظة تحت الرادار، وأن الجمهور والبرلمانات والسياسيين لا يعرفون عنها.

(العربي الجديد)

مشاركة المقال: