أفاد مراسل في دمشق بمقتل 13 مدنيًا من أبناء بلدة بيت جن في ريف دمشق، وذلك عقب توغل قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في البلدة صباح اليوم الجمعة. الهدف من التوغل كان اعتقال مجموعة من شباب البلدة.
وذكر مراسلنا أن التوغل تزامن مع قصف مدفعي وجوي على البلدة، مما أدى إلى دمار واسع النطاق. وقد تصدى الأهالي لهذه القوة، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة أدت إلى إصابة 6 جنود إسرائيليين، وفقًا لمراسلنا. وأشار إلى أن عناصر جيش الاحتلال انسحبوا على إثر ذلك من المنطقة، تاركين خلفهم عربة مصفحة.
اتسعت الاشتباكات بسرعة، لترد القوات الإسرائيلية بقصف عنيف استهدف المنازل والسيارات داخل البلدة، واستمر حتى حوالي الساعة السابعة صباحًا. أسفر القصف عن مقتل 13 شخصًا وإصابة عدد كبير من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير منزل بالكامل فوق قاطنيه. وأشار مراسلنا إلى أن من بين القتلى عائلة بأكملها، بالإضافة إلى سيدتين وطفلين، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، وسط استمرار حالة التوتر وتحليق الطيران المسير الإسرائيلي في المنطقة.
أفاد مصدر طبي خاص ل بوصول 11 جريحًا، إضافة إلى حالة وفاة واحدة، إلى مشفى المواساة في دمشق، قادمين من بلدة بيت جن ومن مشاف في محافظة القنيطرة، وذلك عقب الأحداث العنيفة التي شهدتها المنطقة. وأوضح المصدر أن معظم الإصابات تتركز في كسور بالأطراف نتيجة شظايا وانهيارات ناجمة عن القصف، لافتًا إلى أن الفرق الطبية باشرت على الفور تركيب أجهزة تثبيت الكسور وإجراء التدخلات العاجلة اللازمة. وبحسب المصدر، ما تزال هناك حالات إصابة إضافية بانتظار وصولها إلى مشفى المواساة، مرجحًا ارتفاع العدد خلال الساعات القادمة مع استمرار عمليات نقل الجرحى. كما تم نقل جثامين 6 شهداء إلى مشفى المواساة، فيما تم دفن جثامين 4 شهداء آخرين في منطقة مزرعة بيت جن، بسبب عدم التمكن من الوصول إليهم، وفق المصدر ذاته.
وأشار إلى أن فرق الإسعاف في ريف دمشق، بالتعاون مع الدفاع المدني السوري، تقوم بمعالجة بعض الحالات التي لا تحتاج إلى النقل إلى المشفى.
أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا رسميًا أدانت فيه بأشد العبارات عملية التوغل التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت جن، مؤكدة أن هذا العدوان يشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا وتهديدًا مباشرًا لأمنها واستقرارها، ويحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن تبعاته.
وقال مصدر عسكري في حديث ل: "إن دورية إسرائيلية تسللت قبيل منتصف الليل إلى أحد أحياء البلدة بهدف اعتقال شخص تتهمه بالضلوع في عمليات سابقة ضدها، إلا أن سكان المنطقة تنبهوا للاقتحام، لتندلع مواجهة مفاجئة أدت إلى تفجير الدورية ومقتل عدد من عناصرها على الفور، بينما فرّ من تبقى تحت نيران الأهالي". المصدر العسكري أكد أن القوات الإسرائيلية اعترفت بوقوع 16 إصابة في صفوفها، بينهم ضابطان، إضافة إلى تركها خلفها أسلحة وعتادًا فرديًا خلال انسحابها المتسارع من محيط البلدة.
ذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن جنود الاحتلال اضطروا إلى ترك آلية عسكرية معطوبة في بيت جن قبل أن يقصفها سلاح الجو، فيما نشرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن استعدادات جيش الاحتلال لاقتحام البلدة استغرقت أسابيع، وأن سلاح الجو الإسرائيلي لم يتمكن من التدخل بسبب قرب الجنود من المسلحين.
وشهدت البلدة كذلك حركة نزوح للمدنيين إلى مناطق قريبة، خشية من تصعيد محتمل للجيش الإسرائيلي وقصف المنطقة من جديد، وفق مراسلنا في المنطقة. ومع تصاعد القصف، تم ترحيل النساء والأطفال من البلدة إلى مناطق أكثر أمنًا، في محاولة لتخفيف الخسائر البشرية، حسب مراسلنا.
من جانبه، ذكر فريق الدفاع المدني السوري في بيان، أن فرقه تمكنت صباح اليوم من الدخول إلى بلدة بيت جن لتفقد البلدة وإسعاف أي مصاب لم يتم إسعافه بعد، إضافة إلى القيام بعمليات المسح غير التقني، خشية وجود مخلفات حرب خطيرة على السكان.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مصادر عسكرية، أن العملية الأمنية في بيت جن بريف دمشق استثنائية، نظرًا لحجم الإصابات بين الجنود الإسرائيليين.
وتعيش بيت جن منذ الفجر حالة استنفار وترقب، وسط مخاوف من تجدد القصف أو محاولة اقتحام جديدة، فيما تتواصل عمليات البحث تحت الأنقاض وانتشال الضحايا. وتقع بيت جن على سفوح جبل الشيخ، وتبعد نحو 10 كيلومترًا عن حدود الجولان المحتل، وتبعد عن مركز العاصمة السورية دمشق نحو 40 كيلومترًا.