الإثنين, 11 أغسطس 2025 07:19 PM

تأملات في الإبداع والسياسة: قراءة في أعمال زياد الرحباني وغيره من النوابغ

تأملات في الإبداع والسياسة: قراءة في أعمال زياد الرحباني وغيره من النوابغ

يرى الكاتب أنه لا قيمة لأي كتابة لا تقدم للقارئ معلومة أو فكرة أو فائدة، ولا تثير فيه الرغبة في التساؤل أو الاعتراض. ويستشهد بأهمية زياد الرحباني الفنية كمثال، مشيرًا إلى أن الحديث عن إبداعه قد يثير اعتراض البعض بسبب مواقفه السياسية.

ويؤكد الكاتب على عدة ملاحظات، أولها أن عدد مؤيدي "حزب الله" وقائده حسن نصر الله قد تضاءل مع مرور الوقت بسبب التطورات العسكرية والتقلبات السياسية. ثانيًا، يرى أن المواقف السياسية للمبدعين الكبار، مثل زياد الرحباني، تتلاشى بمرور الزمن، بينما يبقى فنهم وعلمهم وثقافتهم. ويستشهد بقول زياد نفسه عن صعوبة قراءة وتدوين ألحان الأخوين الرحباني، عاصي ومنصور، رغم بساطتها الظاهرية.

ويشير الكاتب إلى أن ألحان زياد تتميز بتشابك الآلات الموسيقية والتطريب النادر، بالإضافة إلى السخرية والدعابة، كما في أغنيته "مِن مَرا لَمَرا، عم ترجع لَوَرا"، والإيقاعات السريعة في أغنيتي "جبل الشيخ" و"عودك رنان".

ويضيف أنه لا يهم المستمع اليوم أن عبد الحليم حافظ كان يمدح جمال عبد الناصر في بعض الأحيان، وأنه من المستحيل أن يخطر ببال أحد الاستماع إلى أغنية أم كلثوم "أصبح عندي الآن بندقية". ويرى أن السياسي غالبًا ما يتوسل إلى الفني، فلولا شهرة أم كلثوم لما طُلب منها أداء هذه الأغنية.

ويؤكد الكاتب أن الفن يضيق بحمل القضايا، فمصر نفسها تخلت عن مواجهة إسرائيل بالسلاح بعد عشر سنوات فقط من غناء أم كلثوم لأغنية "راجعين بقوة السلاح"، من كلمات صلاح جاهين وألحان رياض السنباطي. ويرجح أن المطربين السوريين الذين غنوا لحافظ الأسد قد ندموا، لأن جهودهم الفنية ضاعت، بينما لا يزال الناس يترنمون بأغاني أبي خليل القباني بعد أكثر من مئة عام.

ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن ما يجمع بين العبقريين، زياد الرحباني وبليغ حمدي ومحمد سلطان، هو النبوغ المبكر. فمحمد عبد الوهاب لم يلحن لأم كلثوم إلا بعد سن الستين، بينما تبنت أم كلثوم لحن أغنية "حب إيه" لبليغ حمدي وهو في التاسعة والعشرين. ويذكر أن بليغ حمدي تمكن من العزف على العود رغم صغر حجمه، وأصبحت الألحان "تتحدف عليه حدف" كما قال محمد عبد الوهاب.

مشاركة المقال: