تحرير الشام تمنع إقامة أمسية أوتار الحرية في إدلب بسبب الآلات الموسيقية

أعلنت "إدارة المناطق المحررة"، التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، عن منع إقامة فعالية "أوتار الحرية" في مدينة إدلب شمال غرب سوريا. وأوضحت مؤسسات الهيئة رفضها منح الترخيص اللازم لإقامة الفعالية، مشيرة إلى وجود آلات موسيقية كسبب للمنع.
كان من المقرر أن تنظم الفعالية من قبل "منتدى خيزران الثقافي"، بالتعاون مع منظمة "وصول" المعنية بالمجتمع المدني، وتتضمن تقديم عروض فنية من قبل الفنانين السوريين سمير الأكتع وإبراهيم طرشة. كانت الأمسية مزمعة إقامتها في أحد المواقع الحكومية بإدلب، مثل المركز الثقافي أو مديرية الصحة، لكن مؤسسات الهيئة اعترضت بسبب استخدام آلة العود في الفعالية.
وفي محاولة لاستيعاب شروط الهيئة، قرر منظمو الفعالية نقلها من مكان حكومي إلى موقع خاص، واختيار مطعم "سيتي روز" قرب الملعب البلدي في إدلب كموقع بديل. لكن الهيئة عارضت ذلك أيضاً، وهددت بإغلاق المطعم بالشمع الأحمر في حال إقامة الفعالية.
في النهاية، أعلن منظمو الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلغاء الفعالية بسبب عدم الحصول على الموافقة الرسمية. وأفادت مصادر أن منظمي الأمسية حاولوا التواصل مع "إدارة الشؤون السياسية" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ السورية"، وهي الجهة المدنية المرتبطة بـ"هيئة تحرير الشام"، لكن الأخيرة أصرت على رفض الفعالية بدعوى وجود آلات موسيقية.
هذا المنع يأتي في إطار سياسة أوسع تتبعها "حكومة الإنقاذ" في المنطقة، تتمثل بفرض قيود صارمة على الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك منع إقامة أي حدث دون تصريح مسبق. كما أثار مشروع "قانون الآداب العامة"، الذي طُرح سابقاً، المزيد من الجدل، إذ ينص على منع تشغيل الأغاني في الأماكن العامة، وتقييد العديد من الممارسات الثقافية والاجتماعية. وقد وصفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" هذه الإجراءات بأنها تساهم في تضييق الخناق على المنظمات والفعاليات الإنسانية والثقافية شمال غربي سوريا.