أثارت عملية تحطيم "نصب الشهداء" التذكاري في ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، ردود فعل متباينة، حيث أقدمت السلطات على إزالة هذا المعلم الفني الذي يعود تاريخه إلى عقود مضت.
وقد انتشرت مقاطع مصورة تظهر عملية التحطيم التي تمت قبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس، ما أثار استياء العديد من الحلبيين. وفي المقابل، أصدرت مديرية الآثار والمتاحف بحلب بياناً أوضحت فيه أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لإعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري، وأن النصب سيتم نقله وترميمه من قبل مختصين فنيين.
إلا أن المقاطع المصورة أظهرت أن التمثال قد تحطم بشكل كامل، ما يتعارض مع ادعاءات المديرية حول النقل والترميم. وأضافت المديرية أن الهدف من هذه الخطوة هو تهيئة الساحة لإقامة الفعاليات والنشاطات الشعبية، خاصة بعد أن حجبت النصب التذكاري جزءاً من الرؤية على الشاشة الرئيسية التي تم تركيبها مؤخراً.
وكانت الشركة المستثمرة أو المشرفة على عملية تجميل الساحة قد أشارت في مخطط سابق إلى إزالة التمثال، الأمر الذي أثار استهجاناً واسعاً. وفي محاولة لتهدئة الانتقادات، زعمت الشركة لاحقاً أن المخطط لا يعني الإزالة الفعلية للتمثال.
وفي سياق متصل، انتشرت مقاطع مصورة لمجهولين يزعمون أن عملية "نقل" التمثال قد تمت، وأن التحطم كان نتيجة خطأ غير مقصود. كما ظهر شخص في مقطع آخر يصف التمثال بأنه "أصنام نحتها المشركون"، داعياً إلى إزالتها حتى "لا يعبد إلا الله في الأرض".
من جهته، علق مدير الثقافة في حلب، أحمد وديع العبسي، على منشور ينتقد إزالة النصب التذكاري بالقول: "هاد أبشع منحوتة بحلب، لازم كان ينشال بأي طريقة".
يذكر أن الفنان الحلبي عبد الرحمن مؤقت هو من أنجز النصب التذكاري، وقد تم وضعه في مكانه احتفالاً بعيد الجلاء عام 1986، ويرمز إلى الشهداء ومقاومي الاحتلال الفرنسي ومحرري سوريا من الاستعمار.