بينما تروج شركة "آبل" لالتزامها بالخصوصية وحقوق الإنسان، تكشف معلومات استقصائية جديدة عن علاقات تربطها بوحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200.
تُعرف الوحدة 8200 بعمليات تجسس وابتزاز واغتيالات، وتقوم بتصدير كوادرها إلى وادي السيليكون، حيث تحتل "آبل" مكانة رائدة.
أظهر تحقيق نشره موقع MintPress News أن "آبل" وظفت في السنوات الأخيرة عشرات الضباط والعناصر السابقين في الوحدة 8200، في مجالات الهندسة المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتصميم الشرائح الإلكترونية. تزامن ذلك مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على غزة، وتصريحات لتيم كوك، رئيس الشركة، يؤكد فيها دعمه لإسرائيل، مع فرض قيود على التعبير المؤيد لفلسطين داخل الشركة.
تعتبر الوحدة 8200 وحدة النخبة في الاستخبارات الإسرائيلية، ومسؤولة عن تطوير تقنيات مراقبة جماعية تستهدف الفلسطينيين، من تتبع الاتصالات إلى بناء ملفات شخصية تتضمن معلومات حساسة تستخدم للابتزاز.
نشر التقرير أسماء بارزة التحقت بـ "آبل" من الوحدة الإسرائيلية، مثل نير شكدي الذي قاد فريقاً لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي لإنشاء "قوائم اغتيال"، ثم أصبح مهندس تصميم في مقر "آبل" بكاليفورنيا. وهناك نوعا غور التي أشرفت على مشاريع سيبرانية كبرى، ثم التحقت بـ"آبل" عام 2022 كمهندسة تصميم شرائح.
كما تضم القائمة إيلي يازوفيتسكي الذي انتقل من منصبه كمدير في الوحدة إلى العمل كمدير هندسي في "آبل"، ثم انتقل إلى "كوالكوم". بالإضافة إلى ذلك، تضم القائمة خبراء في تحليل البيانات وتطوير الخوارزميات، جميعهم من خريجي الوحدة.
لم تكتف "آبل" باستقطاب الكفاءات العسكرية الإسرائيلية، بل أقامت شراكة اقتصادية وثقافية مع تل أبيب. وتمتلك الشركة ثلاثة مراكز أبحاث وتطوير في إسرائيل وتوظف حوالي 2000 شخص. وفي عام 2014، استضاف تيم كوك بنيامين نتنياهو في مقر "آبل"، وفي العام التالي زار تل أبيب بدعوة من رؤوفين ريفلين.
بعد بدء الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أعلن كوك عن تضامنه مع إسرائيل، لكنه لم يصدر أي موقف بشأن الدمار في غزة. وتواصل الشركة تطبيق سياسة "مضاهاة التبرعات" لمنظمات مثل Friends of the IDF و«الصندوق القومي اليهودي» المتورطين في دعم "الجيش" الإسرائيلي أو الاستيطان.
كشفت مجموعة Apples4Ceasefire عن تعرض بعض العاملين للتأديب أو الفصل لارتدائهم الكوفية أو وضعهم شعارات مؤيدة لفلسطين، مما يعكس انحيازاً لإسرائيل.
ليست "آبل" الشركة الوحيدة في وادي السيليكون التي تستقطب كوادر الوحدة 8200، إذ وثقت تقارير وجود مئات الضباط في "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"ميتا". حتى "تيك توك" جلبت شخصيات من الوحدة إلى مواقع حساسة.
كما وجدت كوادر 8200 طريقها إلى كبرى غرف الأخبار الأميركية، مثل "سي إن إن" و"أكسيوس"، حيث يشاركون في صياغة التغطية الإعلامية للصراع في فلسطين.
يثير ذلك تساؤلات حول إدارة بيانات المستخدمين من قبل جهات مرتبطة بجهاز استخبارات أجنبي، وكيف يمكن الحديث عن الخصوصية وحقوق الإنسان في ظل هذا التشابك.