يشكو أهالي حي تل حجر في مدينة الحسكة من تردي حالة الطرق وتكدس النفايات، وذلك في ظل غياب تام لأي تدخل من الجهات الخدمية المختصة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي حول التنقل والحياة اليومية في الحي إلى معاناة مستمرة.
ويطالب السكان بإيجاد حل جذري لهذه المشكلات المتفاقمة، التي باتت تهدد صحتهم وراحتهم واستقرارهم الاجتماعي. ورصد موقع “” شكاوى متكررة من الأهالي، الذين يؤكدون أن الشوارع لم تشهد أي تحسين منذ إنشاء الحي، حيث لم يتم تعبيدها أو صيانتها، مما أدى إلى انتشار الغبار الكثيف في فصل الصيف وتحولها إلى برك من الطين والوحل في فصل الشتاء.
ويقول موسى الأحمد، أحد سكان الحي، إن الغبار يتغلغل إلى المنازل ويغطي الأثاث والأرضيات، مما يسبب معاناة يومية للأمهات في التنظيف، فضلاً عن المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال وكبار السن بشكل خاص. ويضيف أن الشوارع تتحول إلى حفر ومستنقعات مائية بمجرد هطول الأمطار، مما يعيق حركة المرور ويضطر الأهالي إلى سلوك طرق بديلة أطول لتجنب الوحل.
ويوضح محمد أبو صالح أن الطرق الترابية وغياب شبكة الصرف الصحي المناسبة أسهما في تدهور حالة المركبات وارتفاع تكاليف صيانتها، نتيجة للانغراز المتكرر في الوحل وتضرر الإطارات والهياكل. ويشير إلى أن "فتح النوافذ في فصل الصيف لم يعد خياراً متاحاً، بسبب الغبار المتطاير الذي يتسلل إلى الداخل، حتى أن الملابس النظيفة لا تجف دون أن تتسخ مرة أخرى". ويؤكد أن الخطوة الأولى لتحسين الأوضاع في الحي تكمن في تعبيد الطرق وتطوير البنية التحتية الأساسية.
من جانبه، يلفت ناصر الجمعة إلى أن المشكلة تتجاوز الطرق لتشمل تراكم النفايات والأوساخ على جوانب الطرق وحول المنازل، بسبب الغياب المستمر لخدمات النظافة. ويشير إلى أن الأطفال محرومون من اللعب في الخارج بسبب الحفر والمطبات، وأن الحياة اليومية أصبحت مرتبطة بالتفكير في كيفية تجنب المشاكل الناجمة عن سوء حالة الطرق. ويرى أن "حي تل حجر بات منسياً على الرغم من كثافته السكانية وحاجة سكانه الماسة إلى الخدمات الأساسية".
وفي ظل هذا الوضع، يناشد الأهالي الجهات المعنية بالتحرك العاجل لتعبيد الطرق ومعالجة مشكلة تراكم النفايات، وتوفير بنية تحتية مناسبة تضمن لهم حياة كريمة. ويؤكدون أن هذه المطالب ليست ضرباً من الرفاهية، بل هي حق أساسي من حقوقهم في العيش في بيئة نظيفة وصحية، مشيرين إلى أن تجاهل هذه الاحتياجات قد فاقم المشكلات وأدى إلى شعور متزايد بالعزلة والتهميش.