شهدت مدينة كلس جنوب تركيا انخفاضًا في أسعار الإيجارات والمنازل خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بالتزامن مع ازدياد وتيرة العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم. ونتيجة لذلك، أصبحت المدينة تُصنف كواحدة من "أرخص المدن التركية" من حيث تكلفة السكن، وفقًا لتقرير نشره موقع "Turkiye Gazetesi" يوم الأربعاء 19 تشرين الثاني.
أوضح محمد أوزدمير، وهو وكيل عقارات في المدينة، أن عودة عدد كبير من السوريين أدت إلى تقليل الطلب على الإيجارات، مما ساهم في تراجع الأسعار. وأضاف أن "كلس أصبحت حاليًا المدينة الأكثر وفرة في تركيا لشراء الشقق".
من جانبه، أشار وكيل العقارات عبد الرحمن أوزباي إلى أن الانخفاض كان أكثر حدة في الأحياء التي يقطنها السوريون بكثافة، مثل مناطق "بيشيوزفلر" و"قراطاش" و"أحمد راسم".
وتوقع محمد كافوشتوران، وهو وكيل آخر، استمرار انخفاض الأسعار، خاصة بعد انتهاء العام الدراسي، مؤكدًا أن كلس "تتجه لتصبح أرخص مدينة في تركيا".
وفقًا لتقديرات السوق العقارية الحالية في المدينة، تبدأ إيجارات شقق الاستوديو من 5000 ليرة تركية، بينما تصل أسعار شقق وسط المدينة إلى 1.3 مليون ليرة كحد أقصى. أما في منطقة يني بشيفلر، فتتراوح أسعار الشقق بين 2.5 و4 ملايين ليرة، وتُعرض بعض الشقق القديمة المكونة من غرفتين بسعر 320 ألف ليرة فقط. وتُقدّر أسعار المنازل المزودة بموقد وساحة بين 500 و600 ألف ليرة، وتتراوح أسعار الشقق الجيدة والمزودة بتدفئة مركزية بين 800 ألف إلى 1.5 مليون ليرة تركية.
أكثر من نصف مليون منذ سقوط الأسد
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في 1 من تشرين الثاني الحالي، أن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا إلى سوريا بعد 8 من كانون الأول 2024، بلغ 550 ألف لاجئ.
تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود نحو مليونين و400 ألف لاجئ في تركيا، بعد أن تجاوز عددهم ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ في ذروة أزمة اللجوء، بحسب السلطات التركية.
أكد وزير الداخلية التركي، في أيلول، أن تركيا تقف إلى جانب السوريين خلال عملية العودة الطوعية، مشيرًا إلى أن العودة اكتسبت زخمًا بعد التطورات السياسية في سوريا، وسقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024.
واعتبر يرلي كايا أن تركيا تتولى إدارة الهجرة تحت قيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتقدم نموذجًا "مثاليًا" للعالم بتجربتها "التاريخية ونهجها الإنساني، ومنظورها العقلاني". وأشار إلى أن تركيا تواصل تنفيذ إجراءات العودة الطوعية للسوريين بحساسية كبيرة، وتنسيق من مديرية إدارة الهجرة بتركيا.
منذ انتهاء موسم المدارس في تركيا، تضاعفت أعداد العابرين من تركيا إلى سوريا عبر المعابر الحدودية العديدة التي تربط البلدين، وفق ما نقلت صحيفة "Türkiye" في 29 من حزيران الماضي. وبحسب ما نقلت الصحيفة حينها عن مصادر في وزارة الداخلية التركية، فإنه منذ منتصف حزيران الماضي، تضاعفت أعداد العابرين يوميًا عبر المعابر الحدودية إلى 2500 شخص، فيما كانت قبل تلك الفترة بحدود 1300 إلى 1400 شخص يعبرون الحدود يوميًا نحو سوريا.