عواصم-سانا: تتواصل العمليات العسكرية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، مخلفة المزيد من الخسائر البشرية والمادية. وفي سياق متصل، صدرت تحذيرات بشأن الوضع الحرج في مفاعل تشيرنوبل، بعد تضرر منشأة الحماية الجديدة وفقدانها لوظائفها الأساسية.
إصابة أربعة أشخاص في غارات روسية
أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية نقلاً عن ميكولا كلاشينك، رئيس إدارة الدولة الإقليمية في العاصمة الأوكرانية، عن إصابة ثلاثة أشخاص في غارة جوية مكثفة شنتها القوات الروسية على منطقة كييف. وأوضح أن الهجوم، الذي نفذ باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، تسبب أيضاً في تعطيل حركة القطارات في محطة فاستيف.
من جانبه، ذكر فلاديسلاف هايفانينكو، القائم بأعمال رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دنيبروبيتروفسك، أن هجوماً واسع النطاق شنته القوات الروسية على منطقة دنيبروبيتروفسك أسفر عن إصابة طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، بالإضافة إلى اندلاع حرائق وتضرر عدد من المنازل والمنشآت.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 116 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عشر مناطق خلال الليلة الماضية، دون الإشارة إلى وقوع أي إصابات أو أضرار.
تحذيرات بخصوص مفاعل تشيرنوبل
أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً اليوم، أعلنت فيه أن منشأة "الحماية الآمنة الجديدة" في أوكرانيا فقدت وظائفها الأساسية المتعلقة بالسلامة، وذلك عقب الأضرار التي لحقت بها نتيجة هجوم بطائرة مسيرة في شهر شباط الماضي.
وأوضحت الوكالة أن فريقاً تابعاً لها أجرى الأسبوع الماضي تقييماً شاملاً لسلامة المنشأة، مشيرةً إلى أن المنشأة فقدت قدرتها على العزل ومنع التسرب الإشعاعي. ومع ذلك، وجد الفريق أن الهياكل الحاملة للمنشأة وأنظمة المراقبة لم تتعرض لأضرار دائمة.
يذكر أن منشأة الحماية الآمنة الجديدة في محطة تشرنوبل النووية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في شباط الماضي، مما أدى إلى أضرار جسيمة في الغلاف الخارجي للهيكل الفولاذي الضخم الذي يغطي المفاعل رقم 4، والذي تم بناؤه بعد كارثة عام 1986 لمنع أي تسرب إشعاعي.
شهد مفاعل تشيرنوبل حادثة نووية إشعاعية كارثية في 26 نيسان عام 1986، حيث تم إعلان المنطقة المحيطة "منطقة منكوبة" وإجلاء أكثر من 100 ألف شخص. توفي عدد من الأشخاص جراء الانفجار الذي وقع في المفاعل، وانتشرت أمراض السرطان بين عدد كبير من الأشخاص لاحقاً، مما أدى إلى وفيات نتيجة التسرب الإشعاعي.
استمرار المفاوضات
عقب اجتماع ضم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، المبعوثين الخاصين للرئيس الأمريكي، مع مسؤولين أوكرانيين، صرح ويتكوف بأن الطرفين اتفقا "على إطار الترتيبات الأمنية وناقشا قدرات الردع اللازمة للحفاظ على سلام دائم"، مؤكدين أن "التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بالسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل".
وأوضح ويتكوف أن الطرفين استعرضا "أجندة الازدهار المستقبلي التي تهدف إلى دعم إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، والمبادرات الاقتصادية الأمريكية الأوكرانية المشتركة، ومشاريع التعافي طويلة الأمد"، كما تم التشديد على ضرورة إنهاء الحرب واتخاذ خطوات موثوقة نحو وقف إطلاق النار وتمكين خطة إعادة التنمية الشاملة لأوكرانيا، المصممة لجعل البلاد أقوى وأكثر ازدهاراً مما كانت عليه قبل الحرب.
تستمر النقاشات والمفاوضات حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا، التي تضمنت 28 بنداً تتعلق بوقف إطلاق النار، وضمانات أمنية، ومناقشة وضع الأراضي المتنازع عليها، إضافة إلى تحديد مستقبل علاقة أوكرانيا بحلف الناتو.