الإثنين, 20 أكتوبر 2025 06:14 PM

تصعيد في غزة وضغوط أمريكية على حماس: هل ينجح اتفاق التهدئة؟

تصعيد في غزة وضغوط أمريكية على حماس: هل ينجح اتفاق التهدئة؟

استغلت إسرائيل الأحداث التي شهدتها منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، لشن عدوان واسع النطاق على القطاع. وشمل هذا العدوان غارات جوية استهدفت أكثر من 100 موقع، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وذلك على الرغم من نفي حركة «حماس» أي صلة لها بتلك الأحداث.

تزامن التصعيد الإسرائيلي مع زيادة الضغط السياسي على حركة «حماس» من قبل واشنطن وتل أبيب، بهدف إجبارها على القبول بنزع سلاحها. ويبدو أن حكومة الاحتلال تركز على الاستثمار السياسي لهذه الأحداث، أكثر من اهتمامها باستئناف الحرب، خاصة بعد الاحتفال الذي أقيم للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.

على الرغم من سعي الإدارة الأميركية لمنع تدهور الأوضاع في غزة لتجنب انهيار الاتفاق، حذر ترامب في مقابلة مع «فوكس نيوز» من أنه «إذا فشلت حماس في التخلي عن السلاح، وتعيّن علينا فعل ذلك، فسنفعل». وأشار إلى أن «اتفاق غزة يحظى باحترام الجميع. والدول العربية والإسلامية وإسرائيل وافقت عليه. وقادة الخليج ساعدونا كثيراً، وقطر كانت الأكثر عرضة للخطر بحكم قربها من إيران». واعتبر صهر ترامب، جاريد كوشنر، في حديث إلى شبكة «سي بي إس» التلفزيونية، أن «نجاح خطة السلام يعتمد على قدرة إسرائيل والشركاء الدوليين على إيجاد بديل قابل للحياة لحماس».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله إن كوشنر والمبعوث ستيف ويتكوف، اتصلا بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وحثّا إسرائيل على الردّ بشكل متناسب، وبحثا معه تنسيق الخطوات التالية؛ كما نقل عنه أن «أحداً لا يريد العودة إلى الحرب، وإسرائيل تريد أن تُظهر لحماس أن هناك عواقب لتقويض الاتفاق». وأكّد المسؤول أن «إدارة ترامب ستعزّز دورها بشكل كبير في تنفيذ اتفاق السلام في غزة لضمان عدم انهياره. والأيام الثلاثون المقبلة ستكون حاسمة، ونحن مسؤولون عن تنفيذ الاتفاق، ونحن من يقرر».

الغارات الإسرائيلية أظهرت أن العدو لن يوقف الحرب تماماً.

سبق أن ذكر كل من موقع «أكسيوس» و»القناة 12» الإسرائيلية، أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقاً بالغارات في غزة، وذلك عبر مركز القيادة الأميركي المشرف على الاتفاق، إلا أنها لم تطلب الإذن لشنّها. وعلى الرغم من هذه الغارات التي أظهرت أن العدو لن يوقف الحرب تماماً، نقل موقع «واينت» عن مسؤول أمني إسرائيلي القول إن «وقف إطلاق النار ليس بحاجة إلى إنقاذ. والرد الذي قمنا به ليس هدفه إنهاء الاتفاق، ولذا، فإن الصفقة لن تنهار. هناك انتهاك وهناك عقوبة».

إلا أن مكتب رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، هدّد، في بيان، بـ»أننا سنضعف قبضة حماس المتداعية على قطاع غزة». كما توعّد وزير الحرب، يسرائيل كاتس، الحركة بأنها «ستدفع ثمناً باهظاً عن كل طلقة وعن كل خرق لوقف إطلاق النار. وإذا لم تُفهم الرسالة، فإن ردودنا ستزداد شدّة تدريجياً». كذلك، قرّرت القيادة السياسية الإسرائيلية وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة «حتى إشعار آخر»، بحسب وسائل إعلام عبرية، قبل أن يعود مصدر سياسي إسرائيلي ويوضح أن إدخال المساعدات سيُستأنف عند انتهاء الغارات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أن المصدر رهن إعادة فتح معبر رفح «بإعادة جثامين الأسرى ضمن آلية زمنية معقولة»، فإن موقع «أكسيوس» نقل عن مسؤولين إسرائيليين القول إنه تمّ التراجع عن قرار إغلاق المعبر بعد ضغوط من إدارة ترامب، وأضاف أنه سيعاد فتح المعبر ويُستأنف إيصال المساعدات صباح اليوم.

مشاركة المقال: